نبهت نعيمة زيطان المخرجة والكاتبة المسرحية إلى القساوة التي يتم التعامل بها مع الفنانين والمشتغلين بالقطاع الثقافي في المغرب، داعية إلى الكف عن هذه القساوة، وعدم جعل الفنانين والمبدعين في مواجهة الرشاش. وأشارت زيطان في ندوة نظمتها الشبيبة الاشتراكية بالرباط حول "فنون العرض، أية خطة للإقلاع؟"، إلى أن المواطنين لا يكونون قساة بنفس القدر حتى مع القطاعات والمشاريع الفاشلة التي صرفت عليها ملايير الدراهم من المال العام. وانتقدت ربط عدد من الإشكالات التي يعانيها المغرب بالفن والمهرجانات الكبرى، مؤكدة على أن الرهان اليوم هو أن نصنع مواطنا قادرا على فهم وتقدير كل ما هو فني، فالفن عنصر من عناصر تكوين المواطن، لذلك ينبغي الاشتغال على عقلية المواطن في هذا المستوى. وأضافت المخرجة المسرحية أن الفن والثقافة ليست حاضرة في اختيارات المواطنين، بحيث يضعون برامج يقررون فيها الأفلام أو العروض التي سيشاهدونها في فترة معينة، ويبقى استهلاك المادة الفنية ارتجاليا ومرتبطا بالصدفة. وشددت زيطان على أن الفن ينبغي أن يكون حاضرا في الشارع والمدارس والجامعات على غرار العديد من الدول، لذلك على المؤسسات المعنية الاشتغال على هذا الجانب، فالمواطنون والفاعلون في المجال يمكن أن يقترحوا ويشاركوا، ولكن لا يمكن أن يلعبوا دور الدولة. وسجلت زيطان في ذات الصدد، أن القطاع الثقافي والفني بالمغرب هش ويتأثر بسرعة، ورغم أن الترسانة القانونية موجودة، إلا أنه ينبغي تحيين ما ينبغي تحيينه وتفعيل ما يجب تفعيله. وانتقدت الكاتبة المسرحية نظرة الشفقة والإعانة تجاه الفن والفنان، لافتة إلى أن الدعم المقدم لهم ليس حسنة، بل إن القطاع الفني كباقي القطاعات التي ينبغي أن تحظى بدعم الدولة وتدخلها. وأوضحت أن الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة للفنانين ليس دعما استثنائيا، وإنما تسبيق، فالوزارة اشترت عروضا، وقامت بتسبيق القيمة المادية، والذين حصلوا على الدعم مطالبون بتقديم عرض بمجرد فتح القاعات، وبالتالي فالأمر ليس معاونة ولا تآزرا، بل المال مقابل العمل. وتساءلت المخرجة المسرحية عن مآل ووضع الفرق التي ليست لديها عروض هذه السنة، أو التي تقدمت ولم تحصل على الدعم، "ما الحلول التي تم تقديمها لها؟"، مشيرة إلى أن هذا الإشكال يظهر غياب رؤية للتعامل مع الأزمة الثقافية، التي قد لا تحل خلال السنة الجارية، ما يتطلب تصورا للتعامل مع الفنانين الذين ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، ولهم أسرهم والتزاماتهم. وبخصوص المسرح، أشارت زيطان إلى أن مسرح الأكواريوم، هو الفرقة التي تشكل استثناء في الساحة الفنية المغربية، لأن لديها مقرها وموظفوها وإدارتها ووسائل اشتغالها، وبالتالي لم يكن ممكنا توقيف الاشتغال لهذه الأسباب، إضافة إلى أنها تشتغل ببرناج ثلاث سنوات، كما أنها لا ترتبط بالمؤسسات الوطنية فقط، بل لها شراكات مع منظمات تشتغل في المغرب وعلى تيمات مغربية، وهي الالتزامات القائمة قبل الجائحة. وأضافت مؤسِّسة مسرح الأكواريوم أن الجائحة كانت فرصة للاشتغال على البرامج الثقافية للفرقة، التي تعتبر حصيلتها لهذه السنة إيجابية، وتحويل عدد من الأعمال إلى المجال الرقمي، كما كانت مناسبة للتآزر وتوطيد العلاقات مع الفنانين.