نشرت فرقة مسرح الأكواريوم على مدى الأشهر الأخيرة مواقف تشكك وتطعن في قرارات لجنة دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح الموكول إليها مهمة دراسة واختيار وتقويم المشاريع المسرحية توطينا وإنتاجا وترويجا. وقد أجابت اللجنة في رسائل رسمية الفرقة على كل تساؤلاتها، وأوضحت جزءا كبيرا من المعطيات التي تم الاستناد إليها في اتخاذ قرارتها سواء تعلق الأمر بإيقاف ما تبقى للفرقة من دفعات، أو الإذن لها بتجديد التوطين للسنة الثانية، وذلك اعتبارا للتفاعل الذي يحصل دائما بعد الإعلان عن النتائج وكذا مراعاة لحق الفرق في التعبير عن آراءها. وتؤكد اللجنة أن القرارات التي اتخذتها كانت مرتبطة بالمشروع المقدم من قبل الفرقة وذلك دون المس بمصداقيتها كفرقة تكن لها اللجنة كل التقدير وتعتز بانتمائها لصف المسرح المغربي الجاد الباحث على أفاق جديدة في أشكاله وامتدادات خطابه التجديدي. إن علاقة اللجنة بالفرق المسرحية هي علاقة تعاون وتكامل حيث ظلت، أثناء تدبيرها لملف الدعم بأشكاله المختلفة، تبحث للفرق عن كل الإيجابيات والجوانب المضيئة وتلتمس ما يدعم الممارسة فعلا، إيمانا منها بأن الدعم هو مجال تربية أيضا، وأننا داخل سياقه نتعلم ونتطور ونساهم في إغناء التجربة. وتوطين الفرق في الفضاءات المسرحية - كمقترح جديد للدعم - مكسب هام للمسرح المغربي، ومدخل أساسي لضمان الاستمرارية والانتظام في العمل على مستوى الإبداع وعلى مستوى التنشيط والتكوين والانفتاح على محيط فضاء التوطين وإشراك ساكنته في العمل اليومي للفرقة الموطنة. وقد كانت فرقة مسرح الأكواريوم من بين الفرق التي تحمست اللجنة لمشروعها سنة 2015، وراهنت على أن تكون واحدة من القاطرات التي ستجر عجلة المسرح المغربي إلى جانب الفرق الوطنية الأخرى وكان عددها (9). كما كانت اللجنة وما زالت تدرك الصعوبات التي قد تعترض التجربة، وكيف أنها إلى جانب الفرق والوزارة، سعت وستظل تسعى إلى إنجاحها وذلك بتطبيق مقتضيات المشروع تطبيقا يحقق مؤشرات نجاح واضحة، سواء في الشق الإبداعي أو التكويني أو الإشعاعي. ومن أجل ذلك وضعت مقاييس تقويم الأداء في التوطين اعتمادا على : المقترحات الواردة في ملف الترشيح؛ تقارير الفرق الموطنة حول سير تنفيذ مشروعها؛ تقارير إدارات فضاءات التوطين حول نتائج التنفيذ؛ تقارير المديريات الجهوية للوزارة حول مجريات التنفيذ. وركزت اللجنة في تعاملها مع التقارير المذكورة على التدقيق في مضامينها والوقوف عند تقاطعاتها أو تبايناتها أو حتى تناقضاتها. وعلى ضوء هذه المقاربة خرجت اللجنة باستنتاجاتها وبالتالي قراراتها في تصنيف مدى تحقيق السقوف المنتظرة من الجودة والإبداع والمردودية والانتظام في إطار الوفاء طبعا بالالتزامات الواردة في ملف الترشيح. وبناء عليه، ولأن فرقة مسرح الأكواريوم حققت، للأسف، أقل نسبة إنجاز لمشروعها التكويني والتنشيطي، مما لا يعكس القيمة الثقافية والمالية التي منحت للمشروع، ونتيجة للاضطراب الكبير في بعض الجوانب المتعلقة بالتدبير المالي للمشروع، ونتيجة كونها عرضت آخر عروضها المرتبطة بالمشروع خارج الآجال المحددة، مما لم يعكس بأي حال جدية في التعاطي مع مفردات المشروع الثقافي والفني. لهذا كله، ولتفاصيل وحيثيات أخرى وهي كثيرة، قررت اللجنة سحب ما تبقى من مبلغ الدعم وعدم التجديد لفرقة مسرح الأكواريوم في استئناف المراحل التي تبقت من المشروع. وهو قرار تعتبر اللجنة هي المسؤولة الوحيدة عنه في الشكل وفي المضمون. ولهذا لا تفهم اللجنة أن تتوجه فرقة مسرح الأكواريوم إلى السيد وزير الثقافة وأن تحمله مسؤولية قرارات اللجنة، فهل يعني ذلك أن فرقة مسرح الأكواريوم لا تعترف بهذه اللجنة ولا تحترم قراراتها التي بنتها على معطيات دقيقة وبكل موضوعية، وأن هذه الفرقة أرادت إخراج الموضوع من سياقه الفني والثقافي المحض. وختاما، تجدد اللجنة الدعوة لفرقة مسرح الأكواريوم، ومن خلالها للساحة المسرحية ومكوناتها المختلفة، من أجل الرفع من شأن المسرح المغربي ومصالحه وقضاياه المشتركة في إطار من الحوار والاحترام والمحبة، وأن الخسارات التي قد تصيب هذا الجسم تنتج بالأساس حين يتم التعاطي معه من منطلقات ذاتية ولحسابات خارج مسرحية. عن لجنة دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح رئيسة اللجنة نعيمة المشرقي الرباط في 26 شتنبر 2016