أفادت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، اليوم الاثنين، أن سبعة من نشطاء حراك الريف، تمكنوا من الهجرة غير النظامية إلى السواحل الإسبانية على متن قاربين. وأكدت "إيفي" أن النشطاء السبعة الذين تمكنوا خلال ال48 ساعة الماضية من الوصول إلى ساحل مدينة غرناطة بالجنوب الإسباني، سبق أن اعتقلوا خلال الأحداث التي عرفتها المنطقة سنة 2017.
ويتعلق الأمر بكل من جمال منى، وعبد العالي حود، ومراد أورحو، ووائل الأصريحي، ومحسن أتاري، ومحمد الجوهري، والشاب بنعيسى، وهم معتقلون سابقون على خلفية حراك الريف، منهم من قضى ثلاث سنوات من السجن. ويضيف المصدر أن أحد القاربين اللذين أقلا نشطاء الحراك، قضى حوالي 24 ساعة في مياه البحر، قبل أن يساعده زورق إنقاذ بحري، في حين كان الدافع وراء الهجرة لهؤلاء الشباب حسب مصدر من عائلتهم ، اقتصاديا، إضافة إلى التضييق الذي يتعرضون له، خاصة وأن منهم من لا يزال متابعا ومعرضا للعودة إلى السجن. وإضافة إلى القاربين، فقد كان هناك أربعة قوارب أخرى قادمة من الريف، على متنها 36 شخصا، من بينهم نساء وقاصرون. وكانت عدد من الفعاليات الحقوقية المغربية قد حذرت من غياب أي بديل اقتصادي لشباب منطقة الريف الذين خرجوا يحتجون، ويهتفون بمطالب اقتصادية واجتماعية قبل أن يجدو أنفسهم في السجون، في الوقت الذي تبخر فيه خطاب التنمية، وظلت المنطقة على حالها، وهو ما لا يزال يخرج أبناءها للاحتجاج، كما يحدث اليوم في تماسينت بإقليم الحسيمة. نزيف الهجرة الذي تعرفه منطقة الريف المغربي، نبه له تقرير لإحدى الجمعيات المدنية الإسبانية الذي رصد تنامي قوارب الموت القادمة من المنطقة في اتجاه إسبانيا، خاصة في الأشهر الستة الأخيرة. وأكد التقرير أن قوارب الهجرة غير النظامية عادت لتنشط بشكل كبير من سواحل الريف، وقد أحصى ما لا يقل عن 1766 شخصا هاجروا من هذه المنطقة إلى السواحل الإسبانية خلال النصف الثاني من سنة 2020. ورصد التقرير أن الغالبية العظمى من هؤلاء المهاجرين ينطبقون من مدن الحسيمة والناظور والدريوش، وقد سجل شهر أكتوبر الماضي ذروة الهجرة، بوصول 332 مهاجرا من بينهم ثلاث عائلات كاملة. وبحسب ما نقلته وكالة "إيفي" فإن هؤلاء المهاجرين لا يلجؤون للشبكات المختصة في الهجرة، بل يشتركون في شراء قارب، أو "جيت سكي"، وينتظرون اللحظة المناسبة لركون الأمواج. وفي الوقت الذي تستمر فيه الهجرة من منطقة الريف أفرادا وجماعات، تنقل وسائل إعلام إسبانية عن نشطاء الريف الذين لجؤوا لخيار ركوب قوارب الموت، أن الأمل الذي أحياه الحراك الذي عرفته المنطقة، في أن يرفع التهميش، ويجد الشباب فرص للعمل، سرعان ما تلاشى، وتلاشت معه إمكانية العيش الكريم في أرض الوطن.