الاحتجاجات الواسعة التي عرفتها منطقة الريف منذ تدخل السلطات الأمنية في أواخر ماي الماضي لإخمادها، وحملة الاعتقالات في وسط شباب الحراك، حولت، في سابقة، ساحل مدينة الحسيمة إلى بوابة مفضلة من قبل المهاجرين السريين للعبور إلى أور;با عبر إسبانيا. هذا ما كشفته أرقام أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"K نقلا عن السلطات المحلية بالحسيمة. المصدر ذاته أوضح أن الأجهزة الأمنية المغربية أوقفت خلال شهر شتنبر المنصرم، وحده 248 مهاجرا في مياه الحسيمة، بينما كانوا يحاولون الإبحار على متن قوارب الموت صوب سواحل الجنوب الإسباني. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الشباب، بل تم، كذلك، اعتراض سبيل 17 امرأة و7 قصر من مختلف الجنسيات، أغلبيتهم ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء. المهاجرون السريون تم توقيفهم من قبل البحرية الملكية المغربية، قبل أن يتم تسليمهم فيما بعد لقيادة الدرك الملكي بمدينة إمزورن المتاخمة للحسيمة. أغلب هؤلاء المهاجرين يرحلون في ما بعد إلى مدن الداخل مثل الدارالبيضاء والرباط وفاس ومكناس. كما أن السلطات المغربية اعترضت منذ يونيو الماضي سبيل 1204 مهاجر سري كانوا يرغبون في العبور إلى أوروبا انطلاقا من سواحل الحسيمة، علاوة على أن هناك عددا غير محدد من المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى الجنوب الإسباني انطلاقا من الحسيمة، مما جعل هذا الصيف استثنائيا على مستوى الهجرة السرية، حسب المصدر ذاته. هذا وكان الاتحاد الأوربي نفسه رجح إمكانية ارتباط الارتفاع الملحوظ لمنسوب الهجرة السرية هذا الصيف، انطلاقا من شمال المغرب صوب إسبانيا، بما يجري في منطقة الريف، إذ قال فابريس ليجيري، المدير المنتدب للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود، "نلاحظ أن قوات الأمن المغربية اضطرت إلى معالجة بعض المشاكل الداخلية في منطقة الريف، وربما كان لهذا تأثير على انتشارها على الحدود" لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا. هذا وكانت بعض الجمعيات الحقوقية الإسبانية المهتمة بقضايا الهجرة حذرت من هروب بعض نشطاء حراك الريف من الحسيمة إلى إسبانيا، عبر ركوب قوارب الموت أو التسلل عبر المعابر الحدودية إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية خوفا من اعتقالهم.