اتفق المغرب وإسرائيل، مساء الثلاثاء، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات"، وأعلنا اعتزامهما "إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب"، و"الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة"، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة". جاء ذلك في "إعلان مشترك" بين كل من المغرب وإسرائيل والولاياتالمتحدة، خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط، التي وصلها الثلاثاء على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة. وكان لافتا للانتباه غياب أي إشارة إلى "اتفاقيات أبراهام"، وهي مجموعة من اتفاقيات التطبيع التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولاياتالمتحدة. ومن أبرز شخصيات الوفد، كل من جاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وأفاد "الإعلان المشترك" بأن المغرب وإسرائيل اتفقا على "مواصلة التعاون في مجالات التجارة، والمالية والاستثمار، والابتكار والتكنولوجيا، والطيران المدني، والتأشيرات والخدمات القنصلية، والسياحة، والماء والفلاحة والأمن الغذائي، والتنمية، والطاقة والمواصلات السلكية واللاسلكية، وغيرها من القطاعات وفق ما سيتم الاتفاق بشأنه". وتابع أن "البلدين يعتزمان إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، بالإضافة إلى الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة، وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة". وخلال مؤتمر صحفي مع كوشنر و"بن شبات"، أعلن وزير الخارجية، ناصر بوريطة، أن المغرب أكد أن فتح مكتب الاتصال مع إسرائيل سيتم خلال الأسبوعين المقبلين. واتفقت الدول الثلاث على "قيام كل طرف بالتنفيذ الكامل لالتزاماته (وفقا للإعلان المشترك) وتحديد مزيد من الخطوات، وذلك قبل نهاية شهر يناير المقبل". وتنفي الرباط أن يكون الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، في 10 ديسمبر الجاري، هو ثمن لاستئناف علاقات المملكة مع إسرائيل. وأشاد "الإعلان المشترك" ب"المرسوم الذي أصدرته الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية". وأردف أنه بموجب هذا المرسوم "تعترف الولاياتالمتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء الغربية، وتجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذو المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء". وتابع: "تيسيرا للعمل من أجل بلوغ هذه الغاية، ستشجع الولاياتالمتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وستقوم بفتح قنصلية في مدينة الداخلة (بإقليم الصحراء)، لتعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة". وأعلن ترامب، في 10 ديسمبر الجاري، اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما. وتقول الرباط إن الأمر ليس تطبيعا، وإنما استئناف لعلاقات رسمية تم تجميدها. وبدأ المغرب علاقات مع إسرائيل على مستوى منخفض عام 1993، بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى). وأصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وهو ما يعتبره مراقبون اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي، التي تضم أيضا الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا. كما أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان. وأثارت تلك الخطوات غضبا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها لقيام دولة فلطسينية مستقلة. ومن قبل، ترتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.