بعد أكثر من سنة على مغادرته سفينة قيادة مجلس جهة كلميم واد نون، خرج الجامعي عبد الرحيم بوعيدة عن صمته في رسالة بعثها لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش مشككا في كونه سيقرأها وأن العشرات سينقلون فقط ما يشاؤون نقله ويحجبون عنك كل الحقيقة"، على حد تعبيره. والتمس عبد الرحيم بوعيدة في رسالته التي نشرها على صفحته الرسمية" فايسبوك "، العذر للقيادي التجمعي أخنوش في" عدم مواكبتكم لما يقع داخل حزبكم، فالجمع بين السياسة والأعمال يشبه تماما الجمع بين زوجتين لا تناغم بينهما ، من الصعب إرضاءهن جميعا، لكن من المنطقي تطليق واحدة والاكتفاء بالأخرى هو الحل تماما في حالتنا هذه".
وأشار ار بوعيدة، الرذيس السابق لجهة كلميم واد نون، في خطابه لاخنوش إلى أن" في حزبكم اختلط الأمر على البعض وأصبح يسير الحزب بمنطق السوق لا بضرورات السياسة.. وهناك خلط اليوم داخل حزب الأحرار بين وافدين جدد وبين مناضلين بني الحزب على أكتافهم وتحولو إلى غرباء يجلدون وينكل بهم في محاولة للتصفية النهائية". وأوضح بوعيدة انه "اختار بكل احترام أن أكتب لكم، أن أصارحكم ولو بشكل موجع بالحقيقة التي لايصلكم سوى نصفها، فقد كنت رئيسا لجهة بإسم حزبكم وهمسوا في اذانكم ذات يوم أنني انفصالي وعنصري ويجب أن أزاح بخطة ضربت عصفورين بحجر واحد من عائلة واحدة ، إنه إبداع يحسد عليه من خططوا له". وزاد موضحا: أتمنى أن يتسع صدركم للنقد البناء وأن تصغي ولو بقليل من الثقة لصوت جديد لايتقن التزلف ولا التودد، لكنه يحكي صدقا في زمن عز فيه الصدق وكثر المنافقون وما أكثرهم حولك للأسف. واوضح بوعيدة أنه ليس في رسالته "مايقلل من الإحترام الواجب، فأنتم تقودون حزبا جاوز الأربعين بسنوات، المفروض أنه شب عن الطوق وعليكم الإنصات لمن يقولون لا قبل الذين يرددون نعم لكي يحظو فقط بمنصب أو تزكية، لست وحدي من يرفع عقيرته بالصراخ، فإن كتبت لكم فعذري أني لا أعرف غير الكتابة سبيلا حتى وإن كان يصيبني شظاها لكنها قدري الذي لامفر منه". ولفت بوعيدة إلى أن "كتابتي عن الحزب الذي أكتب عنه أملك جزء من تاريخه مع رجال هم مني وأنا منهم رحمهم الله، ومابدلوا تبديلا.. قد اختلف مع الخلف في التوجهات والمواقف لتواجد كل منا في ضفة بري منها السياسة حيث هو وحيث ما يجنيه". ومضى كاتبا: في النهاية أنا أملك حق الصراخ والحديث، لأنه حرفتي التي أتقن ففي النهاية كل ميسر لما خلق له". واعتبر ان ما يكتبه "ليس تظلما ولا أريد شفاعة، فالله وحده من سيشفع فينا جميعا…لكن للتاريخ أقول أن الحزب ماعاد يحتمل مؤامرات الأصدقاء والمنتمين له وقد تأكد أن لا عدو لكم سوى منكم، لذا لا تبحثوا عن شماعة كما فعل الذين من قبلكم وانقلبوا خاسئين". ونبه بوعيدة إلى أن "كلماته ليست ككل الكلمات على حد تعبير الرائعة "ماجدة الرومي"، لأنها نابعة من قلب صادق دخل السياسة بأخلاق البدو حتى وإن كانت السياسة بلا أخلاق، قد أرحل عن حزب ماعاد يغريني وقد أنخرط مع من ينشدون إصلاح ما أفسده المحيطون بك، وبين هذا وذاك سيظل الإحترام قائما، لأن هذا ما تربينا عليه رغم كل الطعنات". ولفت بوعيدة إلى أن" مسار الثقة مخاطبا الرئيس تحول لشك أبعد عن اليقين وأتمنى أن تتداركو الأمر قبل فوات الأوان". وختم بوعيدة رسالته بقوله: لست سوى صوت يحمل املا لكل غيور والمثل الحساني يقول " تحكر العين العود اللي يطرفها "، أتمنى أن يقرأ حاكي الصدى المثل كما هو.. ففي النهاية الكاتب إبن بيئته وأنا ابن للصحراء وليس في الأمر أي انفصال كما همسوا ذات يوم.