بادئ ذي بدء، أدعو جميع الآباء لاصطحاب أطفالهم إلى المدرسة مع بداية الموسم المدرسي وسوف أشرح لكم لماذا. 1- رموز الدخول المدرسي عند الطفل
أ – طقوس العبور بداية العام الدراسي هي مَعْلمة مهمة للأطفال حيث تمثل نهاية فترة العطلة وبداية العام الدراسي وتسمح للطفل التحول من حالة إلى أخرى، من طفل إلى طفل كبير ومن طفل كبير إلى مراهق! بدون دخول مدرسي لا يمكن أداء هذه الطقوس ويظل الطفل في حالة ارتباك ويفقد اتجاهاته. ب – فضاء المدرسة الدخول المدرسي يُنحت في ذهن الطفل من خلال عبوره فضاء المدرسة الذي يبقى فضاء خاص وفريد من نوعه في حياة كل طفل. ويتم تحديد المدرسة بالنسبة للطفل من خلال فضائها المادي حيث تُميز نفسها عن الفضاءات الأخرى (المنزل، المدينة، الحي، إلخ). وبدون دخول وعبور هذا الفضاء لا يمكن للطفل بأي حال من الأحوال تمثيل المدرسة وتصورها في ذهنه ويصبح مشوشًا في كل الأماكن بدون حدود. 2- الدور الاجتماعي للمدرسة إن الدور الأساسي للمدرسة ليس دور التدريس، بل دور التنشئة الاجتماعية للطفل حيث يلتقي في المدرسة بالعالم الخارجي ويتعلم العيش المشترك مع أقرانه ومع الشخص البالغ الذي يتمثل في شخص المعلم حيث يتعلم الطفل الحياة المجتمعية والمشاركة والتكامل والمساعدة المتبادلة. وهكذا تُحول المدرسة الطفل إلى مواطن اجتماعي.أما التعليم عن بعد يضع الطفل في عزلة اجتماعية! 3- دور المدرسة في حب المعرفة من خلال عبور فضاء المدرسة يتم إدماج التعليم في ذهن الطفل وتصبح المدرسة فضاء شخصي ومشترك في آن واحد مع التلاميذ والبالغين الآخرين (فريق التدريس). وبتعرف الطفل على الفضاء المادي المدرسي يطور في ذهنه إحساسًا جديدًا بالانتماء إلى عالم آخر مختلف عن عالمه الأسري وهده مرحلة جديدة في تحول شخصيته وتجاربه وهكذا يربط الحبل السري بالمعرفة. أما التعليم عن بعد لا يمنحه مثل هذا التمثيل العقلي للمدرسة لأن الشاشة الزرقاء تبقى تمثل في تصوراته الذهنية الألعاب الإلكترونية والتواصل الاجتماعي. 4- اختلال وظيفة الوالدين أ – الآباء ليسوا معلمين في التعليم عن بعد يجب على الآباء مساعدة أطفالهم من مختلف الأعمار ويجب أن يكونوا المعلم ومدير المدرسة ومتعددي التخصصات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الرياضيات، الفيزياء، العلوم الطبيعية، التاريخ، الجغرافيا، الرياضة والرسم، إلخ). وهذا مستحيل ومن الواضح أن الآباء منزعجين وأن العلاقة بين الوالدين والطفل سوف تتأثر بالعنف. ب – تدمير دور الآباء تصبح مهمة الوالدين معقدة للغاية وخاصة إذا كان كلا الوالدين يعملان خارج المنزل أو إذا كانا أميين وسوف يخلق الدخول المدرسي بدون مدرسة ضغوطًا دائمة لكل من الطفل والوالدين وسوف يصاب كلا الطرفين بالارتباك وخيبة الأمل. وسوف يعاني الطفل من سلسلة من الصدمات النفسية وسيخضع الدماغ لاختراق عصبي مع اضطراب في دوائره العصبية وضعف في التمثيل العقلي للتعليم والتخلي عن المجتمع مع عدم إدماج كامل القواعد الاجتماعية. لذا يرجى من الآباء عدم المشاركة في هذه المذبحة النفسية لأطفالهم وإعادتهم إلى المدرسة. * طبيب نفساني، باحث وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي