رغم أن جمهور فريق الوداد البيضاوي ظل يتهكم على نظيره الرجاوي ناعتا إياه ب"بوزبال" فقد استطاع الفريق الأخضر الانتقام لجمهوره وقلب الطاولة في ديربي البيضاء، بعدما حول تأخره بهدف واحد إلى تقدم بثلاثية أجهزت على أحلام الوداديين في معانقة نهائي كأس العرش المغربي. وظل الجمهور الودادي يصف غريمه الرجاوي طيلة أطوار المباراة ب"بوزبال" فيما رد عليهم هؤلاء ب"بوحمرون"، على أن الطرفان معا أبدعا في "التيفو" الذي غير معالم المدرجات بين الأخضر والأحمر. وقبل انطلاق المباراة، خطف جمهورا الفريقان الأضواء من اللاعبين على الرقعة المعشوشبة، وعلت الشعارات سماء الملعب وتبادل الطرفان السباب وحكايات مواجهات سابقة على نغمات ألحان تشجيعية. وبينما امتلأت جنبات المكانة في الملعب عن آخرها، تزامنا وظهر اليوم الثلاثاء، بخلاف منطقة "فريميجة" استرعى عبد الإله أكرم رئيس القلعة الحمراء، ونور الدين بنكيران، نائب أمين المال، أنظار مشجعي فريقهما وهما يتدخلان لدى رجال الأمن والمنظمين خارج أسوار الملعب للعمل على إسراع إدخال الجماهير الودادية حفظا لماء وجه "ديربي" تقرر اقتسام مداخيله بالتساوي بين طرفي النزال. وانطبع "الديربي" البيضاوي بسوء التنظيم، وقد تم التركيز، وفق إبراهيم الصنهاجي وهو مشجع ودادي، على المقاربة الأمنية دونما غيرها"، وكان إبراهيم محشورا وسط صف من المشجعين قبل ولوجهم مدرجات الملعب. وفي الجهة المخصصة لمشجعي الرجاء عاينت "لكم" إجراءات أمنية مشددة، تبتديء بالتفتيش عن قنينات أو أشياء صلبة للحيلولة دون تجاوزها أسوار الملعب. وأنيطت مهمة تقرير المسموح لهم بالدخول بأشخاص غلاظ يرمون المتفرجين بنظرات شزراء، وشوهد أشباه صحافيين يتمتعون ب"بادجات" تشفع لهم ولوج الملعب مجانا، والجلوس في المكان المخصص للصحافة، في الوقت الذي انبرى صحافيون مهنيون في أماكن قصية لا يلوون على شيء بقدر ما يندبون قسمة ضيزى، جعلتهم دون الصحافيين الأشباح. وجاءت المباراة باردة بين الفريقين، قبل أن تهز رأسية لويس مويتيس، (في الشوط الثاني) مدرجات الوداد وقد أسكن الكرة يمين خالد العسكري حارس عرين الرجاء، غير أن إعلان حكم المباراة ضربة جزاء للرجاء البيضاوي (قيل حولها الكثير) تساقط ثلجا على رؤوس جمهور الحمراء، ليحتكم الطرفان للأشواط الإضافية التي حملت معها هدفين لفريق الرجاء البيضاوي الذي تأهل لنهائي كأس العرش. وأمست الدارالبيضاء على غير ما أصبحت، اليوم الثلاثاء، وقد احتضنت نصف نهائي كأس العرش بين الغريمين الرجاء والوداد البيضاويين. وغطت شظايا الزجاج الطرقات التي تتخلل جوار مركب محمد الخامس القابع بمنطقة المعاريف في المدينة. ونحو المغيب، تدفقت جموع الجماهير الودادية غاضبة على نتيجة مباراة انتهت لفائدة الغريم التقليدي بثلاثية لواحد. وصب شباب ودادي غضبهم على سيارات كانت تمر بمحاذاتهم محملة برجاويين كانوا يهللون للفوز، لكن مصدرا أمنيا قلل من شأن المواجهات بين جماهير الفريقين خارج المدرجات، قبل أن يحيل على ما وصفها ب"استثناءات" لم تؤثر على "نجاح المباراة عموما". ويرتقب أن يجمع نهائي كأس العرش (في 18 نونبر الجاري) بين الفريق الأخضر والجيش الملكي الفائز في مباراته مع الجمعية السلاوية، اليوم الثلاثاء، وقد آلت إليه كفة الضربات الترجيحية بعد نهاية إيجابية بهدفين لمثلهما.