ساهم نادر لمياغري، حارس مرمى الوداد البيضاوي، بنسبة كبيرة في الانتصار الذي حققه الفريق الأحمر في ديربي الدارالبيضاء على الغريم التقليدي الرجاء، وله يرجع الفضل في تجاوز الوداد للعديد من المشاكل التي واجهت المدرب كارزيتو، لاسيما ما يتعلق بالغيابات الوازنة على مستوى الدفاع، والطرد المفاجئ للاعب جمال العليوي. قدم الحارس الدولي أداء بطوليا وحال دون تسجيل مهاجمي الرجاء مجموعة من الفرص، خاصة في بداية الجولة الأولى وبعد النقص العددي، وتحول في كثير من لحظات المباراة إلى صمام أمان في وجه المد الرجاوي. في حواره مع «المساء»، يؤكد نادر أن الديربي بالنسبة إليه قد انتهى وأنه يفكر في المباريات المقبلة، خاصة المؤجل أمام الفتح الرباطي، وأشار إلى أن الفوز على الرجاء كان ضروريا لرفع معنويات اللاعبين التي اهتزت عقب الهزيمة القاسية للوداد أمام الإفريقي التونسي. ما سر تألقك الملفت أمام الرجاء في ديربي الدارالبيضاء؟ لا يوجد أي سر، كل ما هناك أننا دخلنا المباراة بعزيمة كبيرة، لأنها بالنسبة إلينا فرصة لاستعادة فرص الدفاع عن اللقب، نحن نعرف مضاعفات الديربي الذي يكون له وقع خاص على الفريقين معا. السر في تألق المجموعة ككل وليس لمياغري وحده يرجع للرغبة الجماعية لطرد التواضع بعد أن أقصينا من منافسات كأس شمال إفريقيا، لهذا عقدنا العزم على مصالحة النتائج الإيجابية وإعادة الثقة إلى علاقتنا بالجمهور الودادي الذي حضر بكثافة ولم يخلف الموعد الكبير، وآزرنا في فترات حاسمة من عمر المباراة، خاصة بعد أن كنا نعاني من نقص عددي إثر طرد المدافع العليوي. على الرغم من السيطرة الميدانية للرجاء تمكن الوداد من الانتصار؟ السيطرة الميدانية لم تتجاوز حدود الدقائق الأولى من الجولتين الأولى والثانية، ما عدا ذلك كانت المباراة متكافئة مع وجود خطورة في المرتدات الودادية، لا أريد أن أرجع إلى تفاصيل الديربي فهو بالنسبة إلي مواجهة انتهت يوم الأحد، ونحن الآن بصدد الاستعداد لمواجهة بطل كأس الكونفدرالية الإفريقية الفتح الرباطي الذي حقق إنجازا كبيرا في صمت، وعلينا أن نكون في المستوى ونقدم أداء جيدا رغم أن المباراة ستجرى أمام مدرجات فارغة. لماذا شغلت مباراة الديربي الناس أكثر من مباراتكم أمام الفتح بطل إفريقيا؟ ببساطة لأن الديربي يجمع فريقين لهما قاعدة شعبية كبيرة، ولأن الدارالبيضاء مقسمة إلى قسمين، قسم أخضر وآخر أحمر، بمعنى إما أن تكون وداديا أو رجاويا، نادرا ما نعثر على مشجعين للفتح أو الجيش في الدارالبيضاء، لكن بالمقابل يمكن أن نجد وداديين في العاصمة الرباط أو فاس، لهذا فالديربي لا يقاس بقوة الفريق الخصم بل بالصراع القائم بين الجماهير، لولا الصراع اليومي بين محبي هذا الفريق أو ذاك لفقد طعمه، لهذا يمكن أن تواجه أي فريق كبير من حيث نتائجه ولا يكون الضغط بنفس قوة الديربي. حملت شارة العمادة في مباراة الديربي، هل كانت حافزا لك لتوجيه زملائك وقيادتهم نحو الانتصار؟ أولا، ليست المرة الأولى التي أحمل فيها شارة العمادة، لكنني حين قبلتها بعد إصابة زميلي هشام اللويسي الذي أتمنى له الشفاء العاجل، كنت أريد أن أقود زملائي إلى تجاوز ضغط المباراة، الحمد لله في رصيدي عدد كبير من الديربيات وأعرف حجم الضغط الذي يشعر به اللاعبون، لم أكن عميدا بل موجها لزملائي حتى تحقق والحمد لله المطلوب، وتجاوزنا عقبة كانت تشغلنا خاصة مع طول مسلسل التأجيلات. هل ستختار مهنة مدرب حراس المرمى على غرار أغلب الحراس بعد انتهاء مشوارهم في المرمى؟ حاليا أفكر في المباراة القادمة للوداد ومباراة المنتخب المغربي أمام الجزائر، وفي ما ينتظر فريقي الوداد من منافسات إفريقية. أشعر بأن لدي القدرة على العطاء وحين أشعر بأن مستواي تراجع، سأعتزل. لكنني سأظل مرتبطا بكرة القدم كمدرب لحراس المرمى لأنني أريد أن أضع تجربتي رهن إشارة النشء، سأعمل إن شاء الله على نيل شواهد في مجال التدريب من خارج المغرب ومن داخله، حتى أتعرف على طرق التلقين الحديثة، وبعد ذلك يمكن أن أمارس مهنة مدرب حراس المرمى باقتدار ودون تطفل.