عرف إقليم تاونات كباقي مناطق المغرب تساقطات مطرية مهمة تسببت في العديد من الخسائر المادية وصفها فلاحو المنطقة بالفادحة ( إتلاف الأراضي و الضيعات الفلاحية، نفوق المواشي...) من جهة، وعزلة شبه تامة لسكان بعض المناطق من جهة أخرى. جماعة "كلاز" الجماعة القروية التابعة لإقليم تاونات كان لها الحظ الأوفر، فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 01 أكتوبر 2012 سجلت حالة استنفار قصوى و حركية غير معهودة تحسبا لأخبار تناقلتها الساكنة عن اقتراب الفيضان الآتي من الشمال، و ما هي إلا دقائق حتى تحول واد ''أمزاز" الى إعصار جرف معه الأخضر و اليابس. واد "أمزاز" الذي يعتبر أحد الوديان الرئيسية التي تغذي سد الوحدة تسبب في قطع الطريق على الجماعة التي تربطها بفاس و تاونات، حيث شلت الحركة تماما و أصبح سكان الجماعة و الدواوير المجاورة لها في عزلة تامة أدت إلى تفاقم معاناة الساكنة، هذه المعاناة تعود إلى سنة 2009 السنة التي شهدت سقوط القنطرة الرئيسية للجماعة. وبفضل تشبت الساكنة بحقهم في فك العزلة، وبتوالي الإحتجاجات قامت المصالح المعنية في شخص وزارة التجهيز والنقل ببناء معبر مؤقت على الوادي و إعطاء وعود للساكنة ببناء قنطرة جديدة، محاولة كانت ناجحة إلى حد ما في إخماد نار الإحتجاجات. مرت ثلاث سنوات على الحادثة و ها هي الأمطار تفضح مرة آخرى سياسة المماطلة والحلول الترقيعية، ثلاث سنوات هل هي غير كافية لبناء قنطرة؟ تساؤلات و غيرها تتداولها الساكنة يوميا ولا من مجيب. تستمر معاناة الساكنة مع قلة المواد الأساسية و ارتفاع أثمانها في ظل العزلة، تستمر معاناة التلاميذ اللذين يجدون أنفسهم أمام خياران أحلاهما مر إما المكوث في المنازل إلى حين تراجع منسوب المياه أو تكبد عناء 7 كيلومترات للوصول إلى المدرسة يوميا، لتستمر بذلك معاناة ساكنة الإقليم أمام تجاهل مطالبها من طرف المسؤولين.