لا زال ما يقرب من حوالي 19 ألف نسمة تقطن بإحدى الجماعات بضواحي تاونات تعاني عزلة «حادة» منذ حوالي شهر بسبب انهيار قنطرة تربطها بوسط المدينة. وقالت عريضة لساكنة جماعة كلاز إن انهيار قنطرة واد أمزاز ليلة الثلاثاء 30 نونبر الماضي خلق أزمات على جميع المستويات. فقد قلت المواد الغذائية التي تلج الجماعة وارتفع ثمنها. وأصبح الحصول على قنينات الغاز والدقيق والخضر من أكبر التحديات التي تواجهها يوميا ساكنة مركز الجماعة، وكذا الدواوير المحيطة بها. وأخبرت العريضة التي وجهتها ساكنة الجماعة إلى عامل الإقليم بأن هذه الأوضاع أدت إلى انتشار بعض الأمراض النفسية ك«الإنطواء». وإلى جانب قلة «المؤونة» التي تصل إلى المنطقة، فإن الوضع نجم عنه ارتفاع معدلات غياب التلاميذ عن فصول الدراسة. و«أصبحت الفصول الدراسية شبه فارغة»، مما أثر سلبا على السير العادي للدراسة. وقالت عريضة لسكان قبيلة الجاية بالجماعة ذاتها إن الحياة في جماعتهم أصبحت صعبة، مضيفة أن المنطقة لم تعد «مهمشة فقط بل أصبحت منكوبة تستغيث وتطلب النجدة والتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه»، وذلك عبر بناء «جسر استعجالي» ووضع حد للانقطاعات المتكررة للكهرباء وتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب. أما سكان دوار بوزعروف، فقد تحدثوا، من جهة أخرى، في عريضتهم، عن استمرار معاناة النساء الحوامل والمرضى في التنقل إلى المراكز الصحية والإقليمية والجهوية. وقالوا إن الفلاحين الصغار بالمنطقة تضرروا نتيجة انهيار هذه القنطرة، حيث لم يعد بإمكانهم التنقل إلى الضفة الأخرى لصيانة ومراقبة فلاحتهم. كما أنه لم يعد بإمكانهم تسويق منتجاتهم، و«خاصة منتوج الزيتون والذي وصل ثمنه إلى الحضيض»، تورد عريض ساكنة هذا الدوار. وسبق للسلطات المحلية أن دخلت في حوارات مع الساكنة، وقدمت خلالها وعودا بالتدخل لإصلاح القنطرة، وفك العزلة على الجماعة، لكن اللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنطقة وصفت هذه الوعود ب«الكاذبة»، ما دفع ساكنة المنطقة، بمعية موظفين بها، إلى تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام مقر جماعتهم، يومي الخميس والجمعة 09 و10 دجنبر الماضي. ولتجاوز غلاء الأسعار بالمنطقة بعثت السلطات بلجان للمراقبة إلى تجار الجماعة. ووصفت ساكنة دوار بوزعروف هذا الحل بغير المعقول لأنه يرمي إلى «استفزاز التجار والساكنة». وللوصول إلى قلب مدينة تاونات، في ظل انهيار هذه القنطرة، فإن ساكنة الجماعة تكون مجبرة على «ركوب» الطريق الرابطة بين جماعتهم وبين بلدة غفساي، مما يزيد من محنتهم لأنه يثقل كاهلهم من الناحية المادية والنفسية «نظرا لصعوبة وهشاشة المسلك».