جرفت مياه واد الأخضر بأيت ماجدن جماعة تنانت قيادة واولى القنطرة الوحيدة بالمنطقة التي كانت تربط أزيد من 15 دوارا بشرايين الحياة في تنانت، والسبب ناتج عن تفريغ حقينة سد الحسن الأول ايت شواريت، إذ فتح المسؤولون عن السد قناتين للإفراغ أخيرا، مما تسبب في رفع صبيب الواد لأول مرة، إذ جرف القنطرة التي كلفت ساكنة المنطقة ما يقرب من 20 مليون سنتيم تبرع بها المحسنون بمشاركة أبناء الدواوير المعنية الذين أسهموا بأزيد من 90 يوم عمل، ساكنة دوار أيت عقا الأقرب من القنطرة أكدت لالتجديد أن المشرفين على السد بتعاون مع السلطات المحلية أبلغت المواطنين هذه المرة بمكبرات الصوت من المساجد أنها تعتزم إطلاق حقينة السد وعليها مراقبة تحركات أبنائها تجنبا لمخاطر إطلاق المياه، وبالفعل لم تسفر عملية الإفراغ عن أي ضحية باستثناء جرف القنطرة التي وضعت أكثر من ألفي نسمة في عزلة، وأثرت بشكل مباشر وسلبي في حياة حوالي ألف نسمة على الأقل، إذ عزلت دواوير وكرول وأيت واودانوست وأيت اسماعيل وأيت عقا وأيت عبو وإحنكاك وأيت مخلوف وأيت وعزان وأيت امزاخن... وجعلت وصولها إلى الضفة الأخرى رهينا بعبور مياه الواد التي يتجاوز علوها المترين، الأمر الذي يبدو للكل مستحيلا نظرا لما تحفه من مخاطر، لتبقى ساكنة الدواوير المطلة على واد الأخضر محرومة مؤقتا من عدد من المصالح التي كانت بالأمس متوفرة، فعدد من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية الزرقتوني بتنانت وجدوا أنفسهم محاصرين بعيدا عن منازلهم. التجديد التقت التلميذ سمير الذي يدرس بالقسم الثالث إعدادي استيقظ منذ السادسة صباحا والتحق بمؤسسته حيث يقطع 14 كيلومترا ويتناول وجبة الغذاء في مقاهي تنانت بشكل روتيني، ليعود مساء إلى الدوار، لكن هذه المرة عاد ووجد القنطرة غير موجودة ..! سمير من المنتظر أن يبيت الليلة لأول مرة خارج بيته. نفس السيناريو وقع للمُدرسة زينب التي التحقت بدوار إكاديون بعد أن قطعت ثمانية كيلومترات من تنانت مقر سكناها لتعود أدراجها بعد أن وجدت الدوار الذي تدرس به محاصرا. أما في الضفة الأخرى فالسكان المحاصرون يتقاسمون همومهم مع معلمين آخرين حوصروا هم أيضا بمَدرستهم ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بتنانت. فيضان واد الأخضر تسبب في خسائر كبيرة للسكان تتعلق بجرف عدد من الضيعات والاستغلاليات الفلاحية الخاصة بمزروعات بكرية، يخصص أغلب منتوجها للبيع بالأسواق المجاورة، كما أدى انهيار القنطرة إلى حرمان منتجي المواد الفلاحية من بيعها في سوق الأربعاء. زيارة التجديد لمكان انهيار القنطرة تصادف مع وصول الدفعة الثانية من الإطعام المدرسي، والتي سيحرم منها التلاميذ بفرعية أيت عقا التابعة لمجموعة مدراس أيت ماجدن إلى أجل غير مسمى بسبب انهيار القنطرة على واد الأخضر، وفي انتظار تدخل السلطات الوصية لمساعدة الدواوير المحاصرة ستعيش مئات العائلات حياة مغايرة لم تعتد عليها قبل سنة منذ إنجاز القنطرة بمحاذاة دوار إكادوين..