قالت مصادر "المغربية" إن المباني السكنية الواقعة قرب سد المسيرة، على نهر أم الربيع، بإقليم سطات، تضررت جراء تفريغ مياه السد، في عملية اعتبرتها المصادر "مقصودة من قبل المشرفين على السد، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء إشعار السكان، لإنقاذ ممتلكاتهم وأمتعتهم". وخلف فيضان سد المسيرة نفوق أزيد من 200 رأس من الماشية، وضياع أمتعة منزلية، ووثائق شخصية، وإتلاف أراض زراعية، إلى جانب تشريد عدد من سكان الدور البسيطة في المنطقة، التي اضطر أهلها إلى المبيت لدى عائلات تطوعت لإيوائهم، في انتظار توفير حلول لهم. وذكرت المصادر أن سكانا بإقليم سطات، يتخوفون من فيضان سد بن معاشو، القريب من المنطقة، ومن فيضان سد الدورة، في أولاد سعيد، لتقادم بنائهما، الذي تجاوز عمره الافتراضي، ويحملون المسؤولين عن وكالة الحوض المائي لأم الربيع والسلطات المحلية والإقليمية مسؤولية عدم إخبارهم، قبل موعد فيضان السد، ويطالبون ببناء قنطرة أخرى بالسدود المذكورة، للحيلولة دون تسرب المياه إلى المناطق المجاورة. وتوقعت المصادر استمرار السد في تهديد سكان المنطقة، خلال الأسبوع المقبل، مع استمرار التساقطات المطرية، إذ يتوقعون تسرب كميات مهمة من حقينته إلى الأراضي المجاورة، لاستقبال مزيد من مياه الأمطار. وقال عزيز البرايمي، مدير وكالة الحوض المائي لأم الربيع ل"المغربية"، إن الأضرار، التي طالت الدور السكنية الواقعة قرب القنطرة القديمة لمشروع بن عبو، التابع لإقليم سطات، وعددا من المنشآت الإدارية والسكنية بالمنطقة، ناتجة عن "عملية التفريغ الأوتوماتيكية لسد المسيرة، وليس بفعل التفريغ الإرادي، للجهات المشرفة على تسيير السد"، موضحا أن تسرب مياه السد ناتج عن عمل منشآت التفريغ الآلي، بعد بلوغ السد، لأول مرة، نسبة امتلاء 100 في المائة، لتفريغ المياه الزائدة، كلما بلغت كمياتها 2 مليار متر مكعب". وبرر البرايمي الأضرار، التي مست المواطنين ب "وجود عدد من الدور السكنية على طول مسار صبيب السد، واحتلال الناس للملك العام المائي، خلال الفترات الماضية من سنوات الجفاف، وبنائهم على جنبات الوادي". ونفى المسؤول ذاته أي مسؤولية عما حدث للسكان المتضررين، مكتفيا بالتذكير بأن على السكان المجاورين معرفة أن السد يوجد على 13 ألف هكتار، وأن طوله يصل إلى 30 كيلومترا، وتصل قدرة التخزين فيه إلى 2 مليار و660 مليون متر مكعب، أي ما يعادل 50 في المائة من مجموع حقينة أم الربيع، ويعد ثاني سد في المغرب، من حيث قدرته على خزن الماء، بعد سد الوحدة، على نهر سبو.