أفادت مصادر مطلعة بأن المياه، التي سربتها الجهات المشرفة على تسيير سد "الكنزرة"، بالغرب، منذ 4 أيام، دون إخبار السكان المعنيين، تسببت في تسجيل خسائر مادية جسيمة، وصفتها ب"الكارثة". وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن المياه المسربة خلفت نفوق عدد من رؤوس الماشية لسكان الدواوير االفقيرة، قدرتها بعض المصادر ب120 رأس غنم، و400 بقرة، بينما أتلفت المياه العديد من ممتلكات ومتاع السكان المتضررين، وتضرر عدد من الدور السكنية، وضاعت وثائق شخصية. وأكدت المصادر أن عددا من الدواوير تحولت إلى ما يشبه جزيرة، بعد أن عامت المساكن وسط برك كبيرة من المياه، ويتعلق الأمر بدواوير أولاد زيد الواد، والعوابد، والرزازقة، والوردة، وأولاد موسى بن حسين، وأولاد زيد الحامة، وجميعها توجد قرب سد المسيرة، بإقليم سيدي سليمان، بينما قدرت مساحة الأراضي المتضررة ب 60 ألف هكتار، أتلفت جميع المزروعات فيها. ومن جانبهم، نظم سكان "حوالي 80 متضررا" دواوير البحيرة، والعزابة بجماعة أولاد حساين بسيدي سليمان صباح الأربعاء، ابتداء من العاشرة والنصف صباحا، مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة سيدي سليمان، احتجاجا على عدم إيوائهم وحرمانهم من المساعدات الغذائية والأفرشة، حسب ما أكدته مصادر "المغربية". وأكد عبد الرزاق غفار كاتب عام نقابة صغار الفلاحين، بجماعة أولاد حساين، أن من بين الأسباب التي دفعت هؤلاء المتضررين إلى تنظيم مسيرة هو نومهم في العراء لأزيد من أسبوع، ومعاناة أطفالهم الجوع والعطش. وأضاف غفار أن السكان يطالبون بخيام من أجل إيوائهم من البرد والتساقطات المطرية، وكذلك بتعويضهم ماديا عن الأضرار، التي لحقتهم جراء استمرار الفيضانات. من جهة أخرى، أكد مصدر أن رغم توصل 300 متضرر من سكان دوار القليعة بسيدي سليمان بمساعدات، تمثلت في أغطية وأفرشة ومواد غذائية عبر مروحيات، فإن حوالي 20 متضررا لم يستفيدوا، ومازالوا يبيتون في العراء ويعانون الجوع. وأشار المصدر ذاته إلى أن سكان العديد من الدواوير في منطقة سيدي سليمان والغرب مازالوا محاصرين بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة.