عزل فيضان وادي بهت، الذي يخترق سهل الغرب، خلال 48 ساعة الأخيرة، ما لا يقل عن 15 دوارا وقرية، عن العالم الخارجي، وغمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية، في وقت تعالت نداءات الإغاثة لإنقاذ المنكوبين. وأطلق فيضان وداي بهت، يوم الاثنين الماضي ، صفارة الإنذار في ثكنات الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، لاستنفار قواتها، قصد التدخل عند الحاجة، بينما طاف والي جهة الغرب، عبد اللطيف بنشريفة، رفقة لجنة اليقظة، فوق المناطق المتضررة، على متن مروحيات عسكرية. وتفيد المعطيات المتوفرة أن المئات من الدور السكنية المعروفة شعبيا ب"الزرايب"، أو "لخيام"، المبنية في الغالب بالطين، جرفها، جزئيا أو كليا، فيضان وداي بهت، ولم يتسن ل"المغربية" التأكد من وجود خسائر في الأرواح من عدمه، بعدما تضاربت تقديرات حجم الأضرار المادية المسجلة. ووفق معطيات توصلت إليها " المغربية"، فإن فيضان وادي بهت نتج عن خوض السلطات المختصة سباقا ضد الساعة لإفراغ سد القنصرة، المعروف محليا ب"الكنزرة"، من المياه، مخافة تصدعه، إثر تجاوز نسبة حقينته 100 في المائة من الملء. واستنادا إلى معطيات رسمية، فإن تدفق مياه وادي بهت بصبيب يتجاوز 300 متر مكعب في الثانية عند المصب، ينذر وزارة التجهيز بالإسراع إلى تفريغ جزء من سد القنصرة، حتى لا يغرق مدينة سيدي سليمان، والمناطق القروية المجاورة له، فقط، بل الغرب بما فيه. ونشرت السلطات المحلية قوة وصفت ب"المهمة"، من عناصر القوات المساعدة، والدرك الملكي، بالمنطقة الفاصلة بين جماعة المكرن شمالا، في اتجاه سيدي سليمان، وجنوبا في اتجاه القنيطرة، حيث توجد دواوير أولاد بلخير، ومحاجبة، وأولاد موسى، ومعادة، المحاصرة بفيضان وادي بهت. واستعملت قوات الوقاية المدنية مراكب مطاطية مزودة بمحركات لضخ المياه، لإنقاذ المواطنين العالقين، فيما طلبت تعزيزات إضافية لوسائل التدخل، من سيارات الإسعاف، وشاحنات التزود بالماء الصالح للشرب، وخيام استقبال المتضررين. في سياق متصل، يتهدد خطر فيضان وادي بهت سكان دواوير، زهانة، و أولاد الغازي، وهداوة، والتشوديرة، والغلالتة، بإقليم سيدي سليمان، إذ بدأ أهالي هذه المناطق، وغيرهم من المجاورين للوادي المذكور، في هجر ديارهم وأراضيهم، خوفا من الموت، في حال تسرب مياه من سد الكنزرة. وتقع المناطق المحاصرة، والمهددة بفيضان وداي بهت، بإقليم سيدي سليمان، حيث الدائرة الانتخابية للاتحادي عبد الواحد الراضي، وبرلماني العدالة والتنمية ،عبد الواحد بناني، والمستشار بالغرفة الثانية ،عن دائرة سيدي يحيى الغرب، محمد لحسايني. وكان وزير الداخلية السابق، شكيب بنموسى، أشار خلال زيارة ميدانية إلى جهة الغرب، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، إلى أن الفيضانات تسببت في غمر أزيد من 80 ألف هكتار من الأراضي، بينها 30 ألف هكتار غمرتها المياه بشكل كامل