بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، ترأس وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، أول أمس الخميس، بمقر لجنة اليقظة والتنسيق بوزارة الداخلية، جلسة عمل خصصت لاستعراض التدابير والإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات وآثار الاضطرابات الجوية في جهة الغرب - الشراردة - بني حسن، والمناطق الجبلية، التي شهدت تساقطات ثلجية استثنائية. وتميز هذا الاجتماع بتقديم القطاعات الوزارية والمصالح المعنية، مختلف المعطيات حول المجهودات التي تبذلها، لتطبيق التعليمات الملكية، الرامية إلى الحرص على سلامة السكان وممتلكاتهم ،والتكفل بالمتضررين منهم، ومساعدتهم، وفتح المسالك والطرقات لفك العزلة عن سكان الدواوير المتضررة. وأعطى وزير الداخلية تعليماته بمواصلة لجنة اليقظة والتنسيق بوزارة الداخلية، وكذا اللجان المحلية، تحت إشراف ولاة وعمال عمالات وأقاليم المملكة، تجندها لتتبع الوضع عن كثب. حضر هذا الاجتماع، على المستوى المدني، كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وكاتب الدولة لدى وزير الداخلية، محمد سعد حصار، و كاتب الدولة لدى وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلف بالماء والبيئة، عبد الكبير زهود. وشارك في جلسة العمل هذه، على المستوى الأمني والعسكري، قائد الدرك الملكي، الجنرال دوكوردارمي، حسني بنسليمان، والمدير العام للأمن الوطني، الشرقي الضريس، ومفتش الوقاية المدنية، الجنرال دوديفيزيون، عبد الكريم اليعكوبي، ومفتش القوات المساعدة، المنطقة الشمالية، الجنرال دوبريكاد، حدو حجار. وكان فيضان وادي بهت، الذي يخترق سهل الغرب، عزل، الاثنين الماضي، ما لا يقل عن 15 دوارا وقرية عن العالم الخارجي، وغمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية، في وقت تعالت نداءات الإغاثة لإنقاذ المنكوبين. وتفيد المعطيات المتوفرة أن المئات من الدور السكنية المعروفة شعبيا ب"الزرايب"، أو "لخيام"، المبنية في الغالب بالطين، جرفها، جزئيا أو كليا، فيضان وداي بهت. واستنادا إلى معطيات رسمية، فإن تدفق مياه وادي بهت بصبيب يتجاوز 300 متر مكعب في الثانية عند المصب، ينذر وزارة التجهيز بالإسراع إلى تفريغ جزء من سد القنصرة، حتى لا يغرق مدينة سيدي سليمان، والمناطق القروية المجاورة له، بل الغرب بما فيه. ونشرت السلطات المحلية قوة وصفت ب"المهمة"، من عناصر القوات المساعدة، والدرك الملكي، بالمنطقة الفاصلة بين جماعة المكرن شمالا، في اتجاه سيدي سليمان، وجنوبا في اتجاه القنيطرة، حيث توجد دواوير أولاد بلخير، ومحاجبة، وأولاد موسى، ومعادة، المحاصرة بفيضان وادي بهت. واستعملت قوات الوقاية المدنية مراكب مطاطية مزودة بمحركات لضخ المياه، لإنقاذ المواطنين العالقين، فيما طلبت تعزيزات إضافية لوسائل التدخل، من سيارات الإسعاف، وشاحنات التزود بالماء الصالح للشرب، وخيام استقبال المتضررين.