نظم سكان جماعة كلاز وقفة احتجاجية، يوم الأربعاء الماضي، و أمام مقر الجماعة، للمطالبة بإسراع فك العزلة عنهم، بعد أن انقطعت بهم السبل، إثر انهيار قنطرة واد أمزاز، لأزيد من شهر دون أن تسارع الجهات المعنية إلى "فك الحصار" عنهم. جانب من احتجاجات السكان المتضررين (خاص) تعيش جماعة كلاز بإقليم تاونات عزلة حادة، إثر انهيار قنطرة واد أمزاز، التي تربطها بمحيطها المجاور، وكانت هذه القنطرة هوت بمجرى الواد، بعد أن جرفت السيول القوية للنهر دعاماتها، إثر التساقطات المطرية الاستثنائية لبداية شهر دجنبر الماضي. وكانت القنطرة المنهارة، التي توجد بمدخل مركز الجماعة القروية لكلاز بدائرة غفساي، سقطت بمجرى واد أمزاز، بعد أن وصل منسوبه حجما قياسيا، إثر التساقطات المطرية الغزيرة، التي عرفتها المنطقة، ما أدى إلى عزل جزء كبير من تراب الجماعة، خاصة من جهتها الشرقية، حيث أصبح على السكان المتضررين والراغبين في زيارة مدينة تاونات أو مدينة فاس قطع مسافة إضافية تزيد عن 70 كيلومترا، عبر سلك الطريق الإقليمية رقم 5308، الرابطة بين مركز كلاز وبلدية غفساي، مرورا بجماعة الوردزاغ، ومنها إلى الطريق الإقليمية رقم 408، في اتجاه مدينتي تاونات وفاس. وأدت العزلة، التي أضحت تعيشها جماعة كلاز، جراء انهيار هذه القنطرة، إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، خاصة قنينات غاز البوتان والدقيق، فيما نتج عن صعوبة وصول عدد من التلاميذ من الضفة الأخرى إلى إعدادية كلاز، الكائنة بمركز الجماعة، (نتج عنه) ارتباك السير العادي بهذه المؤسسة التعليمية، حيث جرى تنقيل أزيد من 140 تلميذا وتلميذة من هذه الإعدادية نحو إعدادية سلاس بالوردزاغ، ما انعكس أيضا على أجواء الدراسة بهذه الأخيرة، حيث أصبحت أقسامها الدراسية تعاني اكتظاظا كبيرا يفوق طاقتها الاستيعابية. في تصريح ل "المغربية"، طالب أحمد لزعر، فاعل جمعوي بالمنطقة، بالتحرك الفوري لفك العزلة عن السكان المتضررين، وتحدث عن "غياب أي تدخل ميداني للمسؤولين، من أجل الخروج من هذا الوضع، في ظل تفاقم معاناة المواطنين جراء هذه العزلة، حيث يعيشون معاناة قاسية، خاصة على مستوى ارتفاع الأسعار وتضاعف كلفة التنقل والنقل"، "فما بالك على مستوى تأثير هذا الوضع على قطاعي التعليم والصحة؟" يتساءل أحمد لزعر. وتعليقا عن هذه المعاناة، قال أحمد حداد، المدير الإقليمي للتجهيز بتاونات، إن مجموعة من التدابير اتخذت على مستوى المديرية لتجاوز أثار الحادث، التي "انطلقت مباشرة بعد انهيار القنطرة، حيث أصلحت الطريق الإقليمية رقم 5308 الرابطة بين كلاز وغفساي لتمكين مستعملي الطريق لتحويل اتجاه السير نحوها، كما جرى وضع التشوير الطرقي الملائم لتحويل مستعملي الطريق نحو هذا الاتجاه"، مضيفا أنه "بالموازاة مع ذلك وضعت استراتجية عملية لمعالجة الوضعية بكيفية استعجالية". المدير الإقليمي للتجهيز والنقل بتاونات تحدث عن إحداث قنطرة مؤقتة لإعادة حركة السير لطبيعتها العادية، "حيث ستجري الأشغال في هذه القنطرة المرحلية، خلال الأيام القليلة المقبلة، التي سيكون إنجازها في وقت وجيز، لتمكين السكان من تجاوز هذا المشكل، نحن في سباق مع الزمن لإنجاز هذه القنطرة في وقت قياسي"، على حد قول المدير الإقليمي للتجهيز بتاونات، الذي أضاف ل "المغربية" "أن الوزارة هي بصدد إعداد الدراسة التقنية لإحداث قنطرة جديدة بعرض 10 أمتار بمواصفات حديثة لحل المشكل نهائيا، وهي مبرمجة في المخطط الخماسي 2010/2014، وإنجاز هذه القنطرة سيأخذ بعين الاعتبار جميع المعطيات المناخية للمنطقة، حتى لا يتكرر هذا المشكل". مجازفة نظم السكان المتضررون مجموعة من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالتدخل الفوري لإيجاد الحلول المناسبة للتخفيف من معاناتهم، الذين يضطرون لقطع مجرى الواد، عبر استعمال القوارب الخشبية والجرارات، التي تجازف بعبور النهر بعد أن تراجع منسوبه نسبيا، فيما ستصبح عملية قطع النهر أمرا مستحيلا، مع ارتفاع صبيبه لدى عودة الأمطار من جديد. كما أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي بيانا تضامنيا مع السكان المتضررين، طالب فيه "المسؤولين وطنيا وإقليميا بالتدخل العاجل، من أجل فك العزلة عن جماعة كلاز والدواوير المجاورة لها، والعمل على احترام التزاماتهم الأخلاقية والمهنية في السهر على حماية وضمان سلامة المواطنين والمواطنات، وتوفير الأمان لهم، وتمكينهم من مزاولة أنشطتهم اليومية بكل اطمئنان"، حسب البيان، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه. إلى ذلك، علمت "المغربية" من مصدر مسؤول من المديرية الإقليمية للتجهيز بتاونات أن أشغال وضع قنطرة مؤقتة لفك العزلة عن الساكنة المتضررة انطلقت بالفعل بموقع القنطرة المنهارة، و"ستمكن هذه القنطرة، التي نأمل أن تكون جاهزة، خلال الأيام القليلة المقبلة، من إعادة حركة المرور عبر واد أمزاز بشكل عادي، في انتظار الشروع في إحداث قنطرة جديدة بمواصفات تقنية حديثة"، حسب تعبير المسؤول ذاته. كساد تجاري وانعكس حادث انهيار قنطرة كلاز على أسعار تسويق ثمرة الزيتون بالمنطقة، لتزامنه مع موسم جني غلة الزيتون، وهو الإنتاج الفلاحي الأساسي لسكان الجماعة، كما أثر هذا الوضع على الحركة الاقتصادية بمركز كلاز وعلى الرواج التجاري بالسوق الأسبوعي المحلي، الذي تراجع استقطابه للرواد والمتسوقين بفعل ارتفاع تكلفة النقل، بعد أن أصبح الوصول إليه يتطلب قطع مسافة إضافية عبر الطريق الإقليمية رقم 5308، التي هي أصلا طريق وعرة ومهترئة.