إلى أخواتي الاتحاديات وإخواني الاتحاديين. إلى المتنافسين على الكتابة الأولى. إن مسألة إعادة بناء الحزب تتطلب التزام أخلاقي متين، وإرادة سياسية جماعية قوية، وشعور جماعي بالمسؤولية التاريخية اتجاه هذه الرسالة الاتحادية النبيلة، من أجل نفض الغبار المتراكم لسنوات من التدبير الحكومي ضدا على المنهجية الديمقراطية. كما يجب أن نعي جيدا أن محك الصراع الحقيقي اليوم يوجد في المجتمع، وليس داخل الحزب بين من سيقود سفينة الاتحاد، لذلك المطلوب منا وباستعجال كبير هو إعادة ترميم هذه السفينة الجماعية وتجنيبها الغرق في براثين الرجعية والأصولية، انطلاقا من إستراتيجية واضحة المعالم هدفها تقويم مشروعنا المجتمعي الفكري والأذاتي، وشرحه وتبسيطه كي يفهمه الجميع فهما جيدا دون أدنى لبس أو غموض ليتسنى لنا المنافسة به على قيادة المجتمع بشكل ديمقراطي. إنه لمن دون شك، لم يبقى أمامنا كثير من الوقت كي نختار خيار أخر، بل أصبح مفروض علينا أن نقرر اليوم بشكل جماعي، إما أن نكون أو لا نكون، انطلاقا مما تفرضه علينا الأخلاق الاتحادية من تحمل للمسؤولية بشكل جماعي في الحفاظ على هذه الرسالة وتقويتها وتسليمها للأجيال الجديدة كما تسلمنها من يد شهدائنا الأبرار. وعلى نهج الشهداء الذي أقسمنا على أنفسنا أن نسير عليه بشكل جماعي يملي عليا أن أقترح عليكم ما يلي: أولا: على الذين شاركوا في الحكومة سنة 2002 ، بعدما أصدر الحزب بيانه الشهير بالخروج عن المنهجية الديمقراطية، أن يلتزمون الصمت عوض التشويش على الحزب في أصعب مراحله التاريخية بحديثهم عن التغيير وإعادة البناء، لأن هذه المشاركة هي التي أوصلتنا لما نحن عليه. ثانيا: سيدعي البعض أن الأمر يتطلب نقد ذاتي على ما حصل، كي يتم تبرئة ذمته وتجديد شرعيته، لكن النقد الذاتي الحقيقي هو تقديم النقد للحزب (النقود) التي راكموها من خلال هذه المشاركة غير المشروعة باسم الحزب. ثالثا: من هو مقتنع ويدافع عن فكرة تأسيس حزب جديد لا يحق له أن يتحدث عن الحزب والتحضيرات الجارية للمؤتمر، لأن مسألة إعادة البناء تتطلب تضحية سياسية والتزام أخلاقي مع الحزب، وبالتالي لا مجال لسياسة الابتزاز، وهي ثقافة لا علاقة لها بقيمنا ورصيدنا النضالي الذي تراكم بدماء شهدائنا وبتضحيات أجيال من المناضلين. رابعا: من أساؤوا للحزب طيلة سنوات النكسة، لا يجب أن يقدمون أنفسهم على أنهم البديل الوحيد والأوحد لإنقاذ الحزب من الأزمة، الاتحاد الاشتراكي حزب يزخر بالأطر والكفاءات وليس فيه فقط خمسة أو ستة أسماء، ومن عجب العجائب أن هذه الأسماء هي التي دبرت الحزب في السنوات الأخيرة وأوصلتنا إلى الحضيض بفعل مواقفها الرجعية. خامسا: أتساءل هنا مع كافة المناضلات والمناضلين الاتحاديين المخلصين لحزبهم ولدم شهدائهم، هل المشكلة اليوم في الحزب أم في قيادته؟ ونحن نعلم جيدا أن قوة أي حزب جماهير تكمن في قوة قواعده، وضعفه يكمن في ضعف قيادته، وكيف يعقل أن الأحزاب الاشتراكية في العالم قد صوتت لصالح امرأة اتحادية مغربية في الأممية الاشتراكية للنساء، ونحن عاجزين على تقديم اسم جديد سواء كان امرأة أو رجل، شاب أو كبير السن، مهما كان موقعه النضالي بيننا سواء من القيادة أو القواعد، يمكن له أن يجمع الاتحاديين من جديد وتلتف حوله جميع المناضلات والمناضلين، لإعادة بناء ما خربته الأسماء المساهمة في الانقلاب الممنهج على تجربة التناوب الديمقراطي. وبناءا على ما سبق فإن الأسماء المرفوضة في المجتمع اليوم يجب عليها أن تقرر بمحض إرادتها العودة للوراء وتقوية صفوف الاتحاد الاشتراكي كما تمليه الرسالة الاتحادية من تحقيق الاستمرارية من جيل لجيل، قبل أن يرفضها الحزب لتجد نفسها في مزبلة التاريخ بعدما قدمت الكثير والكثير من نضالها له وعن طريقه للوطن. أخواتي، إخواني. إن المجتمع لن ينتظرنا حتى نسترجع عافيتنا التنظيمية، وقوتنا الفكرية، ووزننا السياسي الرائد، ولذلك علينا أن لا ننتظر أكثر مما فاتنا ومشاكلنا تتفاقم، وحلولنا تقل، بل علينا أن نتخذ الخطوة الجريئة والسليمة لإخراج الحزب من السكتة القلبية، ووضعه على سكته الحقيقية: أي النضال إلى جانب الجماهير الشعبية من أجل تحقيق الديمقراطية الحقة في بلادنا، والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية التي ينشدها المجتمع قبل أن يرفضنا هذا الأخير بشكل جماعي نحن ومشروعنا. مناضل إتحادي