سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاديات والاتحاديون بفاس يحيون الذكرى 36 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون: حزب القوات الشعبية هو أداة لتنمية البلاد مصلحة البلاد لدى المناضلين أكبر من مصلحة الحزب، ومصلحة الحزب أكبر من مصلحة الشخص المعارضة اليوم هي من أجل الوضوح ووقف الخلط
أكد فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول للحزب، أمام عدد كبير من المناضلات والمناضلين الذين حضروا اللقاء التواصلي الذي نظمته الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة فاس بولمان بمقر الحزب أحمد أمين، تحت شعار « الاتحاد الاشتراكي من أجل معارضة بناءة لاستكمال البناء الديمقراطي»، إحياء للذكرى 36 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون، واستحضارا لروحه الطاهرة، ووفاء لمبادئه وتضحياته من أجل مغرب ديمقراطي وبناء اتحاد اشتراكي قوي، أن الحزب هو أداة لتنمية البلاد، مشددا على «أن الصراعات الداخلية يجب أن تنتهي لكي نمر جميعا لمصالحة ثانية مع الجماهير الشعبية»، مشيدا بعبقرية الاتحاديين بالجهة في كيفية تدبير المرحلة، مؤكدا على أن «مصلحة البلاد لدى المناضلين أكبر من مصلحة الحزب، ومصلحة الحزب أكبر من مصلحة الشخص»، وموضحا أن اختيار الحزب للمعارضة هو من أجل التوضيح الفكري والإيديولوجي والسياسي في المرحلة الراهنة بعدما اختلطت الأوراق، واجتمعت المتناقضات واستعمل الدين والمال في السياسة، هذان العاملان أديا إلى إضعاف العمل السياسي وتراجع الاهتمام به من طرف المواطنين ، وهو ما يفسر تراجع شعبية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يحمل مشروعا سياسيا واضحا، مضيفا أنه «ممكن أن نخسر المقاعد ولكن لا يمكن أن نخسر هويتنا، فنحن حزب تقدمي اشتراكي حداثي ، فالمعارضة اليوم، يقول الأخ ولعلو، هي من أجل الوضوح ووقف الخلط ، وسنعمل من أجل إيقاف هذا الخلط بنضالنا مع مختلف فئات المجتمع» . وهو يستحضر روح الشهيد ومساره النضالي، وقف الأخ فتح الله في معرض كلامه، عند المؤتمر الاستثنائي المحطة الهامة في تاريخ الشهيد، الذي رسم خريطة طريق الحزب من خلال مساهمته في صياغة وإعداد التقرير الإيديولوجي، المبني على مبادئ الحرية والديمقراطية والاشتراكية، الثالوث الذي قطع مع اللبس والغموض، كما استعرض المساهمات التي قادها الحزب من مختلف المواقع وفاء لروح الشهداء، حيث كان للحزب الفضل في تطوير الديمقراطية في البلاد وتوسيع دائرة الحريات، وتحسين صورة المغرب دوليا، مما مكنه من الخروج من الأزمة التي كادت ان تؤدي به إلى السكتة القلبية، كما كان الحزب سباقا لرفع مذكرة للإصلاحات السياسية والدستورية لجلالة الملك في الوقت الذي تبين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن المغرب في حاجة إصلاحات سياسية جديدة. كما أشار الى أن الحزب استوعب جيدا رسالة الناخبين، الرامية إلى رغبة هذا الأخير في أن يتواجد الحزب في صفوف المعارضة وليس في الحكومة ، معلقا: «نعم نحن أهل للمعارضة كما نحن أهل للمشاركة لما للحزب من جذور وأجنحة في المستقبل، فهناك إصلاح دستوري، يجب أن يستتبعه إصلاح سياسي، ونحن اليوم مطالبون بإعادة الاعتبار للسياسة من موقع المعارضة المرتبطة بالهوية، ولن يتأتى ذلك إلا بتقوية التنظيم الحزبي. « من جانبه، استرسل محمد عاطش في كلمته الافتتاحية باسم الكتابة الجهوية، الأحداث المرتبطة باستشهاد المناضل عمر بنجلون على يد قتلة أجرموا في حق الحزب والوطن، وفي حق كل قوى التحرر والنضال، مذكرا، بجريمة يوم الخميس 18 دجنبر 1975 التي كان مقترفوها جناة لم يكونوا سوى منفذين لعدة مؤامرات كانت تحاك ضد عمر بنجلون كمناضل تحرري وضد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. إن اغتيال الشهيد عمر، يعلق الأخ عاطش، كان عملا إرهابيا وجريمة سياسية تمت بتخطيط بعد نجاح أشغال المؤتمر الاستثنائي للحزب في يناير 1975، مستهدفة من خلال التصفية الجسدية لأخينا عمر ، ضرب استراتيجية النضال الديمقراطي التي تبناها المؤتمر، والتي تتناقض مع توجهات القتلة وأجهزة القمع المتحالفة معهم آنذاك. قبل حادث الاغتيال، يضيف ممثل الكتابة الجهوية، كادت جريمة أخرى تخطف المناضل الاتحادي يوم 13 يناير سنة 1973 يومها كان عمر بنجلون يغادر منزله، فأوقفه طرد مرسل إليه كتب عليه اسمه باللغة الفرنسية كان من المفترض ان يطلع عمر على مضمونه قبل استكمال طريقه ، غير أن تجربته في قطاع بريد المغرب جعلته يتريث لوجود أشياء وضعت بشكل غريب داخل الطرد. كان بداخل الطرد قنبلة وضعت بإحكام داخل الظرف لتنفجر مباشرة بعد فتحه، كان محمد اليازغي حينها بين الحياة والموت بعد أن انفجر طرد مماثل أرسل إليه بدوره. كما ذكر محمد أوراغ الكاتب الجهوي، بمرحلة قبل محاولات الاغتيال من ملاحقات ومتابعات قضائية وحكم بالإعدام سنة 1964، لأن الشهيد كان مناضلا صلبا وكان من القلة القليلة التي كانت تدرك طبيعة الصراع الذي تخوضه حركة التحرير ببلادنا، وبالتالي كان واعيا بأن هناك منطلقات يستحيل إنجاز أية خطوة نضالية دون إيمان المناضلين بها والانطلاق منها في تسيير دفة الصراع، محددا أبرز ما كان يركز عليه عمر في هذا الصدد: - الوضوح في اتخاذ المواقف النضالية وتبنيها بمسؤولية واعية، والعمل من أجل بلورتها في الواقع. - التصدي للفكر الخرافي الغيبي الذي يقف عائقا أمام فعالية الفكر النقدي العلمي الذي يجب أن يؤطر الاختيارات الإيديولوجية المتبناة في الصراع. - النضال من أجل فرض قيم الديمقراطية. - الارتكاز على نضالات الشعب المغربي والطبقة العاملة. وهذه مقومات كانت تجعله وتجعل حزب القوات الشعبية في ارتباط دائما مع المناضلين، وعبرهم كل أفراد المجتمع في تواصل من أجلالتغيير وبناء مجتمع ديمقراطي متحرر واشتراكي تسوده العدالة الاجتماعية. وحين يخلد الاتحاديون والاتحاديات ذكرى الشهيد، يقول عاطش، فإنهم يجعلون منها كل سنة محطة لمراجعة الذات، وأخذ العبر من سيرة مناضل اقترن تفكيره بسلوكه اليومي. وقد أجمع المتدخلون على أنه قد حان الوقت للوقوف على سلبيات وإيجابيات كل اختياراتنا للاستفادة منها، وتصحيح ما يجب تصحيحه وحان الوقت للرجوع إلى الذات وتقويم ما يجب تقويمه بعيدا عن المصالح الذاتية والمنافع الخاصة التي أبعدت القيادة عن قواعد الحزب ومناضليه، مما يحتم علينا اليوم ضرورة إعادة بناء الأداة الحزبية السياسية والتنظيمية على جميع المستويات المحلية والجهوية والوطنية من أجل بناء اتحاد اشتراكي جديد، حامل لمشروع مجتمعي حداثي تقدمي، يمتاز بالوضوح في الرؤية والممارسة وقادر على كسب ثقة أفراد المجتمع، كما تقاسمت المداخلات أن اختيار الحزب لموقع المعارضة جاء، وفاء لخياره الديمقراطي، وليصرف من خلالها خيارات اقتصادية واجتماعية، وليعود لجماهيره الشعبية، وأن المعارضة بالنسبة للاتحادية هي تعبير عن إرادة ولادة جديدة تتماشى مع نبض الشارع وتقتدي العمل على كل الواجهات النقابية والجمعوية... وعلى هامش هذااللقاء التواصلي الذي قامت بتسييره بديعة العلمي عن الكتابة الجهوية، وجوابا حول ما تتميز به هذه الذكرى عن سابقتها، أكد محمد أوراغ الكاتب الجهوي للجريدة أن ذكرى 36 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون غدرا، تأتي في سياق ما عرفه المغرب من حراك وإصلاحات سياسية ودستورية، جزء كبير منها يتماشى مع ما ناضل وضحى من أجله الشهيد، والذي تبلور بالأساس عقب المؤتمر الاستثنائي سنة 1975، كما يأتي هذا اللقاء في نفس الوقت ردا على بعض من أرادوا نسيان هذه التضحيات، بالإضافة إلى أنها فرصة لكي تتعرف الأجيال الجديدة جزءا مهما من تاريخ حزبنا، واستمرارية التواصل مع القواعد الحزبية والمتعاطفين مع الحزب في أفق ما ينتظرنا من استحقاقات تتطلب مزيدا من أجل استرجاع ثقة الجماهير، خطابا وممارسة وسلوكا.