فتحت الكتابة الإقليمية بمكناس نقاشا عموميا أشركت فيه جميع المواطنين لتقييم نتائج انتخابات 25 نونبر، وبعد الكلمة الترحيبية للكاتب الإقليمي الأخ محمد إنفي، ألقى عضو المكتب السياسي ووكيل لائحة الحزب الأخ محمد محب الذي كان مرفوقا بمرشحي اللائحة بدائرة مكناس كلمة هامة شكر فيها كل المناضلين المخلصين والشرفاء والعاطفين الأوفياء والأجيال الجديدة التي عززت صفوف الحزب، داعيا إياهم إلى تجاوز الإحباط والتشرذم ورص الصفوف والتعبئة الشاملة للنهوض بحزبنا لإرجاع مكانته وقوته الضارية بالمدينة، كما أدان في كلمته كل أساليب الإفساد الانتخابي التي أقحمت حزبنا في مرتبة مغشوشة وغير حقيقية، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يطالب الاتحاديات والاتحاديين بتجنب الوقوع في أي نوع من أنواع الخطاب ألإقصائي أو التخويني ولكن أن يكونوا صارمين مع كل السلوكات والمواقف الانتهازية الضارة بالعمل الحزبي وبالعمل السياسي بصفة عامة وتوجه بنداء إلى كل المناضلات والمناضلين الذين ابتعدوا عن صخب الحياة الحزبية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية للمساهمة في إعادة بناء الأداة التنظيمية للحفاظ على المكتسبات وتصحيح الاختلالات. ونظرا لأهمية مضامين ما جاء هذه الكلمة الهامة ننشرها كاملة . أيتها الأخوات أيها الإخوة : ونحن نستقبلكم في هذا اللقاء المتواضع بأخلص مشاعر التقدير والحب والوفاء، سعيدون كل السعادة به لأنه يجمع ثلة من المناضلات والمناضلين الشرفاء وثلة من العاطفين المخلصين الأوفياء. إنه بالنسبة لحزبنا حدث هام يكسر حاجز الإحباط والتشرذم التنظيمي الذي طبع حياة حزبنا لسنوات عديدة، كما يمثل هذا اللقاء لحظة وفاء لجهود كل الأخوات والإخوة الشرفاء الذين خاضوا معركة الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر باستماتة كبيرة دفاعا عن الوجود، عن الهوية، وعن الديمقراطية الحق وأبانوا عن روح عالية من التضحية ونكران الذات في سبيل حماية الحزب ومشروعه المجتمعي، ورفعوا صوت الحزب عاليا في الحاضرة وفي البوادي. هؤلاء الإخوة والأخوات الصامدون والمخلصون يستحقون منا تحية التقدير والاعتزاز، ولهم منا جزيل الشكر والوفاء. وأتوجه أيضا إلى الأجيال الجديدة التي عززت صفوف حزبنا في هذه المعركة بعميق تشكراتنا واعتزازنا. ولأننا معكم وبكم سنعيد إلى حزبنا وهجه وقوته من مكناس. فمرحبا بكم كأعضاء منخرطين وفاعلين أساسيين في معاركنا المقبلة في اتجاه البحث عن آفاق أرحب للفعل النضالي المستند إلى عطاء الماضي ورهان الحاضر واتساع الآتي. إننا معكم وبكم قادرون على أن نعيد إلى الاتحاد هيبته ومكانته الطبيعية كقوة سياسية وتنظيمية ضارية في المدينة والجهة وفي سائر أنحاء المغرب. كما لا تفوتني هذه الفرصة كي أتوجه إلى ثلة من خيرة مناضلينا الذين ابتعدوا عن صخب الحياة الحزبية دون المساس بحزبهم، وفضلوا عدم الخوض في المشاكل والصراعات الداخلية، لأقول لهم إن حزبكم محتاج إلى عطائكم ونضالكم وما عليكم إلا أن تستأنفوا نشاطكم النضالي حتى نستطيع جميعا إرساء قواعد انطلاقتنا الجديدة نحو أفق الحداثة الحزبية بكل ما تحمله الكلمة من معان. إنه نداء صادق إلى كل الاتحاديات والاتحاديين والغيورين على هذا الحزب بآماله وآلامه لتحمل مسؤولياتهم التاريخية في الحفاظ على المكتسبات وتصحيح الاختلالات والأخطاء ومواصلة النضال والتضحية والعطاء وفاء لجهود جيل المؤسسين المناضلين السابقين ولدماء الشهداء الذين سقطوا في معركة الدفاع عن الحزب وعن الوطن. إن مهمات جسيمة ملقاة على عاتقنا جميعا في هذا المرحلة الدقيقة، مرحلة القطع مع وضعية المشهد السياسي البائس والشاحب، ومع العادات السيئة التي تفشت بين صفوف مكوناته، مرحلة القطع مع الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وجعل المغاربة ينخرطون بحماس في مضامين الوثيقة الدستورية ويستوعبون الآفاق التي تفتحها، مرحلة تعميق الوعي الديمقراطي وسط الجماهير المغربية وتمتين الشرعية الديمقراطية للمؤسسات التمثيلية لضمان تداول فعلي وحقيقي للأحزاب على السلطة عبر تنافس حر ونزيه، مرحلة نزع القدسية عن الخطاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإخضاعه لمبدأ وحيد هو مبدأ الحكامة والنجاعة والنزاهة خدمة للتقدم والنمو ولاستقرار الاجتماعي. ولن يتسنى ذلك بالنسبة لحزبنا إلا بتجديد الثقافة والسلوك الديمقراطيين تنظيميا وسياسيا للتغلب عن عوامل الفرقة والانقسام التي نهشت جسد حزبنا في العديد من المحطات، كما لا يتسنى ذلك إلا بإطلاق المبادرات الجادة والمسؤولة تنظيميا وسياسيا وفتح باب الحوار في مختلف القضايا السياسية والتنظيمية المطروحة ليتمكن حزبنا من تجيد الطاقات وإنتاج النخب السياسية القادرة على تلبية متطلبات المرحلة . إن المرء ليحزن حقا عندما يقوم بتشخيص أولي انطباعي لأوضاع الحزب بصفة عامة ولأوضاع الحزب بمكناس بصفة خاصة الذي كان دائما مصدر اعتزاز المكناسيين والمكناسيات. وها نحن اليوم جميعا نقر بتراجع هذا الرصيد وتآكله، وتراجعت معه أوضاع مكناس وأهلها. مما يجعلني أقول وأزعم بأن النهوض بأوضاع مكناس يستدعي عودة الروح الاتحادية إلى مجدها. وأظن أن الاتحاديات والاتحاديين بمكناس قادرون من جديد على إنتاج الأمل وبثه في النفوس، قادرون على إعادة بناء وتقوية التنظيمات الاتحادية، قادرون على استدراك التأخير الحاصل في الهياكل والأجهزة التنظيمية. وهذا يقتضي جهدا مضاعفا استثنائيا وحالة استنفار قصوى، وذلك لإعادة واستعادة الأمل في نفوس ساكنة مكناس وفي نفوس المناضلات والمناضلين وفي نفوس المتعاطفين مع حزبنا الاتحاد الاشتراكي، ومع روافده وامتداداته الثقافية والاجتماعية والنقابية والشبابية والنسائية والحقوقية. لقد كان الاتحاديون بعد كل امتحان عسير أو محنة كبيرة يصنعون الأمل من جديد وينتجون قيمه. ونحن مطالبون اليوم جميعا من جديد إنتاج الأمل بمحاربة الذات ومجاهدة النفس. مطالبون برص الصفوف لبناء الأداة التنظيمية التي تليق بنضالات الأجيال المتعاقبة وتعبر عن تطلعات الشعب المغربي ولآماله الكبيرة، متجنبين الوقوع في أي نوع من أنواع الخطاب ألإقصائي أو التخويني ولكن في نفس الوقت صارمين مع كل السلوكات والمواقف الانتهازية الضارة بالعمل الحزبي وبالعمل السياسي بصفة عامة. كل السلوكات المبنية على الطموح الفردي على حساب مصلحة الحزب والوطن وما لم نتمكن من إنجاز هذه المهمة فإن جميع المهام الأخرى ستبقى مؤجلة وغير قابلة للتطبيق. والحق أيها الأخوات أيها الإخوة أننا أنجزنا جميعا وبمعية مواطنين شرفاء وأخوات عزيزات، أنجزنا إحدى المحطات الرائعة في معركتنا الانتخابية ل 25 نونبر دفاعا عن نزاهة وأخلاقية العمل السياسي النبيل والجاد. وإننا إذ ندين ونرفض كل أساليب الإفساد الانتخابي التي أقحمتنا في مرتبة مغشوشة وغير حقيقية، فإننا في نفس الوقت نعتز بالتجاوب الكبير الواضح الذي أبداه المواطنون في المدينة والبادية مع حملة الاتحاد الاشتراكي والدعم التلقائي للائحة ورمز الوردة، مما يقتضي من الحزب تقديم جزيل الشكر. إن قرار الحزب التموقع في المعارضة هو بالتأكيد عنوان لمرحلة جديدة تؤسس لتموقع جديد وجاد ومتميز على الساحة السياسية الوطنية. لكن لابد من الانكباب على نتائج استحقاقات 25 نونبر، على الرغم من أنها لا تعكس حقيقة الخريطة السياسية بما يلزم من تحليل دقيق واستخلاص للدروس، ليس فقط للوقوف على الاختلالات والأخطاء والانحرافات ولكن أيضا وبالأساس لتحضير أجوبة مقنعة للمستقبل ولبلورة كل الأجوبة السياسية والتنظيمية التي سيكون علينا تقديمها لمناضلينا وللرأي العام. وللتأكيد على أن الاتحاد الاشتراكي سيظل وفيا لقيمه ومثله العليا، وأنه سيستمر بأجيال جديدة من المناضلات والمناضلين المخلصين، سيستمر مناضلا من أجل ترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة تضمن لنساء ورجال المغرب حياة كريمة ومشاركة واسعة في الحياة العامة. إن الظروف تفرض على حزبنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، القيام بنقد ذاتي بناء بروح المسؤولية الواعية وبالنضج واليقظة، حتى نتمكن من تحليل التجربة التي عشناها تحليلا هادئا وعميقا لاتخاذ القرارات الضرورية التي ستمكن حزبنا من متابعة مسيرته إلى الأمام وبشكل أكثر وعيا وتنظيما. إننا مطالبون بالحفاظ على وحدة الصف، فحافظوا على روح الأخوة التي يجب أن تكون بيننا وتستمر، قولوا لأصدقائنا وخصومنا أننا عائلة كبيرة مناضلة مؤمنة بما نقول لا هم لها ولا طموح لها سوى تلبية مطالب هذا الشعب وسعادته إن شاء الله. فلنتعبأ ونتجند لأننا سنكون مقبلين على مواجهات جديدة وعلى نضالات جديدة . فالتحلي بهذه الصفات وبهذا العزم سيمكننا أن نطمئن على مستقبل حزبنا وشعبنا كيفما تطورت الأحوال في الداخل أو في الخارج. بكم ومعكم سنبدأ من جديد في إعادة بناء حزب اشتراكي قوي وموحد وقادر على أن يراجع أخطاءه وأن يتصالح مع نفسه ومحيطه، حزب قادر على الاضطلاع بالمهام الدستورية الجديدة، حزب جذاب بأفكاره وبرامجه وقربه من المواطنين، حزب قادر على الانخراط في العمل الميداني والنضال اليومي في كل ما يرتبط بحياة المواطنين، حزب قادر على الانفتاح على الطاقات الحية في المجتمع وترسيخ تقاليد الالتزام والانضباط والمحاسبة.وإن التحامنا بقوة في هذا الظرف بالذات هو ما سيمكننا من توحيد العائلة الاشتراكية ومن تقوية الصف الديمقراطي الأصيل في بلادنا دفاعا عن الحداثة والديمقراطية والتقدم . وتجدر الإشارة أنه وقبل اللقاء الجماهيري الذي احتضنته قاعة جهة مكناس تافيلالت احتضن منزل عضو المجلس الوطني والكتابة الإقليمية الأخت فوزية الحريكة مأدبة غذاء حضرها الاتحاديات والاتحاديين الذين أداروا وساهموا في تأطير الحملة الانتخابية ل25 نونبر.