قال الكاتب والمؤرخ المغربي حسن أوريد إن “هناك كسادا ديمقراطيا والديمقراطية ليست في أبهج وأنصع صورها، ومن مظاهر أزمتها ضعف المشاركة والاقتراع، والديمقراطية اختزلت في الانتخابات في غياب سيادة شعبية”. جاء ذلك، في مداخلة عن بعد للمؤرخ أوريد حول موضوع “أزمة الديمقراطية”، ليلة السبت 6 يونيو الجاري، نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية بالحي الحسني على “الفايسبوك”، ونشطها الصحفي يونس مسكين.
وزاد موضحا: الديمقراطية فلسفة وأهم عنصر له هو السيادة الشعبية. ومن مظاهر الأزمة في فرنسا مثلا أزمة الهيئات الوسيطة. ونبه أوريد إلى أن “الديمقراطية في الغرب تغيب في غياب الأحزاب، وانعكست في عودة الشارع كما حدث في فرنسا. كما أن هناك سوابق أن القرار تعود للتقنيين”. وشدد على أن “الديمقراطية لا تعيش في أبهى صورها، وليس هناك بدل عن الديمقراطية ونظام السوق. وهي قضايا تساءلنا ويمكن أن تنعكس علينا”. وأشار أوريد إلى أن “الشعبوية اليمينية كانت منذ عقود، ولكن منذ الأزمة المالية التي ضربت الغرب، ظهرت شعبوية اليسار وهو تعبير بنيوي عن الأزمة وعودة الرجل القوي، وحالات لدول تتركز السلطة في يدي الرئيس كحال هنغاريا ورومانا وفي البرازيل”. ومضى قائلا: هناك من يحذر أن هاته الاتجاهات مرحلة قبل الفاشية. وبحسب أوريد، برز مصطلحان في الغرب، الديمقراطية الليبرالية والديمقراطية اللاليبرالية. ونعيش انفصال بين المحورين وبرزت الأولى مع الأزمة الاقتصادية لسنة 2008″. وبدا أن مجموعة من “القواعد الناظمة انهارت، منها “توافق واشطن” عبر حزمة إجراءات النقد الدولي، بحسب توضيحات المؤرخ أوريد. ومن مظاهر ذلك، “تحرير المبادلات ورفع الحواجز الجمركية والمالية، رفع الدولة يدها عن القطاعات الاجتماعية، وترك العمل يخضع لنظام السوق، والخصخصة والمبادلات التجارية”، بحسب أوريد.