أكد حسن أوريد الباحث الأكاديمي، أن الحراك العربي الحالي يسعى إلى بناء تصور جديد في العلاقات سواء داخل المنطقة العربية، أو مع الغرب، مضيفا أن هذا الحراك لا يمكن أن ينجح بدون حراك فكري ورؤية وتصور واضحين، قائلا "إننا نشهد عودة الفعل الثقافي كأداة للتغيير". وأبرز اوريد عن بعض القضايا التي تحدث عنها في الكتاب "مرايا الغرب المنكسرة" ، من قبيل الديمقراطية، والبيروقراطية الحزبية، ودور التقنوقراط، وتآكل مكانة الطبقة الوسطى، ومسألة السيادة الشعبية. موضحا أن الأزمة التي يعانيها الغرب أزمة بنيوية ناجمة عن عدد من الأعطاب وغلبة منظومة السوق على قيم الأنوار التي قامت عليها الحضارة الغربية. وأوضح أوريد، في تقديم كتابه بالمكتبة الجامعية محمد السقاط التابعة لجامعة الحسن الثاني، أن الغرب، الذي يقوم على أيديولوجية "الليبرالية الجديدة"، يواجه عدة أزمات بعدما سعى إلى فرض هذه الأيديولوجية على العالم وترويجها كحل سحري للتغلب على المشاكل المختلفة، مبرزا أن الأزمة الاقتصادية التي عرفها الغرب في 2008 لم تكن عرضية وإنما كانت بنوية تعتري النظام كله. وأضاف أن الغرب ليس مفهوما حضاريا وجغرافيا فقط، وإنما هو "منظومة عمل نحن أيضا جزء منها"، مشيرا إلى أن كتاب "مرايا الغرب المنكسرة" سعى إلى دراسة الغرب انطلاقا من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها، والتي ستتمخض عنها تغيرات ثقافية عميقة.