سبق للحركة الاجتماعية في مدينة إفني أن خاضت عدة نضالات تهدف لرفع التهميش و الإقصاء عن المدينة و سكانها الذين يطالبون بحق المدينة و المنطقة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. و معلوم أن منطقة إفني تعد من المناطق البحرية التي تزخر بثروات بحرية كبيرة من السمك و الإخطبوط، إضافة إلى شواطئ جميلة طل معظمها مهملا و غير مبرمج في مخططات الدولة و الحكومة الاقتصادية و الاجتماعية التي ظلت برامج التنمية الاقتصادية الكبيرة التي تبلورها ، على قلتها، تقتصر على المراكز الاقتصادية الكبرى (محور الدارالبيضاءالقنيطرة و منطقة طنجة...). غير أن السلطة السياسية و وزارة الداخلية و الحكومة استمروا في مواجهة هذه النضالات الاجتماعية لسكان مدينة إفني بسياسة القمع و الاعتقال و المحاكمات. مرة أخرى، اضطر معطلون، بعد عدة وعود، و ذهاب و إياب، لتشغيلهم في الأشغال التي تجري في إعادة هيكلة ميناء المدينة ببناء حاجز (digue)لمنع الرمال من غزو حوض( bassin) المرسى، إلى الاعتصام في الميناء. و ما أن تم فك الاعتصام ، الذي يستمر نهارا،في الليل حتى بدأت الاعتقالات التي مست خمسة شباب من المعطلين و حركة 20 فبراير، إذ سيتم اعتقال ستة شباب هم : عبد الله الحيحي ، يوسف الركيني ، عبد المولى هلاب ، حسن بوغابة ، محمد حمودة و زين العابدين الراضي (سبق أن اعتقل خلال أحداث ما يعرف بالسبت الأسود في يونيه 2008). و للتذكير فقد عرفت مدينة إفني في يونيه 2008 احتجاجات على إثر المقاربة الأمنية التي واجهت بها السلطات المحلية مطالب السكان المتمثلة منذ سنين في استفادة المدينة من الثروات البحرية الكبيرة التي يتم استنزافها من بحر المدينة. فقد قامت ٍآنذاك القوات القمع العمومية بالهجوم على المدينة و تكسير أبواب المنازل لاقتحامها و تعرض سكان المدينة لإهانات و لاتهامات خطيرة و إلى الضرب بالهراوات مما أسفر على إصابات كثيرة في صفوف السكان و تم اعتقال و محاكمة عدة مواطنين و مناضلين. و قد شكل البرلمان آنذاك لجنة تقصي لم تكن نزيهة. هل سيتكرر نفس سيناريو يونيه 2008 اليوم؟ و اليوم بعد انتشار خبر اعتقال هؤلاء الشباب الخمسة، خرج سكان حي بولعلام حيث يقطن بعض المعتقلين للاحتجاج السلمي ضد هذه الاعتقالات و المطالبة بإطلاق سراحهم و باحترام الحق في الاحتجاج السلمي و من أجل إخراج المدينة من التهميش و الإقصاء، تم التعامل، مرة أخرى، مع الاحتجاج السلمي لسكان حي بولعلام بالقمع بعد أن تم استنفار قوات عمومية من كلميم ليتم مواجهة هؤلاء السكان بمحاصرتهم و بالقنابل المسيلة للدموع. فعادت المنطقة إلى الاحتقان بسبب عدم وفاء السلطات العمومية بوعودها. و لا زالت مواجهات بين الفينة و الأخرى جارية بين شباب من المدينة و قوات القمع العمومي.