في زمن كورونا القاتل، وفي اليوم العالمي للصحة 07 ابريل، ونحن قاعدون بمنازلنا، ملتزمون بإجراءات الحجر الصحي، وإن غادرنا بيوتنا برخصة استثنائية نغادرها ونحن محتاطون من فيروس كورونا العدو الخفي الغادر، ونحن على تلك الحال وفي غاية الحرص على سلامتنا وسلامة عائلاتنا، وجب علينا أن نتذكر، أن لنا عائلة أخرى، عائلة صحية مُحِبّة مُشفقة هي في مقدمة جبهة مواجهة هذا العدو، مكونة من مئات أطر الصحة، رجالا ونساء، انهم عنوان الوفاء والعطاء وصمام أمان الوطن، الذين أعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأجلوا انتقاد كل ظلمات واقعنا الصحي، واصطفوا في الصفوف الأمامية للمواجهة المباشرة للجائحة، وراحوا بكل أمل وتفان وإخلاص يبحثون عن ضوء النجاة في أول وآخر النفق، محولين مساحات ضيقة الى قلوب رحبة تفتح مجرى آخر للعبور والخلاص. كم من دعوات الخير وجميل عبارات الثناء يمكن أن تَعْدِل خطوات وزفرات ودموع طبيب أو طبيبة أو ممرض أو ممرضة او اي إطار من أطر الصحة وهم يتنقَّلون بين مرضى كورونا، يسعفون وينقذون المصابين، ويراقبون ويشخصون المخالطين، ويوجهون ويرشدون المواطنين، ويبكون وينعون الشهداء رحمهم الله. يقومون بهذه المشاهد الإنسانية المفعمة بمعاني الرحمة ونكران الذات في تفان وحب واخلاص، وهم مفارقون لزوجاتهم وفلذات أكبادهم وجميع عائلاتهم، مقدمين شهداء ومصابين من بينهم خدمة للوطن. انها حقا صور مشرقة ستنضاف إلى سجل شرف أصحاب الوزرة الصحية. فهل سنتركهم يعودون لشارع النضال بعد الانتصار أم سنتعلم درسا من دروس كورونا المتعددة، درس أولوية قطاع الصحة، فقد نبَّهَنا "كورونا" أن للأطر الصحية ولمنظومتنا الصحية فاتورة حقوق واجبة ومعجلة السداد. إن احتفاءنا بالأطر الصحية وتخصيصنا الشكر لهم، ليس تبخيسا لجهود كل من تجند لانقاد الوطن، فإشارتنا لقيمة جوهرة واسطة عقد القلادة لا يعني عدم قيمة الجواهر الأخرى. نثمن جهود الجميع، وندعو بالرحمة لكل الشهداء وبالشفاء العاجل للمرضى، وبالحفظ والسلامة للجميع. صدق من قال: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه الا المرضى".