قضى المسافرون على متن قطارات الخليع، أمس الأربعاء، ساعتين تحت رحمة الحرارة المفرطة، بعد توقف القطار الرابط بين مدينتي فاسومراكش في منطقة "سبع عيون" التي تبعد بحوالي 25 كلم شرق مدينة مكناس، وذلك على إثر إصابة القاطرة بعطب ميكانيكي، وهو ما حول هذه الرحلة إلى جحيم لا يطاق. ونظم المسافرون الذين كانوا على متن هذا القطار، وقفة احتجاجية استنكروا من خلالها الحالة الميكانيكية لقطارات "الخليع" التي أصبحت تترك المواطنين في أماكن مهجورة، كما قاموا بإغلاق السكة في وجه حركة القطارات التي كانت متوجهة في الاتجاه المعاكس نحو مدينة فاس، للضغط على المسؤولين بإيجاد حل للمشكل. وقبل وقوع العطب، قضى المسافرون ساعة من الإنتظار داخل محطة فاس، بعد تأخر هذا القطار عن موعد انطلاقه الذي كان محددا في الساعة 16 و 50 دقيقة، وهو ما تسبب في تراكم أعداد كبيرة من الراغبين في السفر داخل المحطة، حيث لم تستوعبهم العربات التي خصصت لهذا القطار، ومباشرة بعد انطلاقه من محطة فاس، انطلق معه "جحيم" الحرارة، وتحولت عرباته المهترئة إلى حمامات بسبب ارتفاع درجة الحرارة والاكتظاظ. وبقي المسافرون على متن هذا القطار، في الهواء الطلق بعد مغادرتهم لأماكنهم لعدم تحملهم ارتفاع الحرارة بداخله، حوالي ساعتين، بعد رفض سائق القطار استعمال قاطرة قديمة تعمل بالفحم الحجري تم استقدامها من محطة مكناس، لكون محركها غير كافي لتزويد القطار بالإنارة وتشغيل المكيفات، ليتم بعد ذلك إحضار قاطرة من مدينة فاس لإستكمال الرحلة. واستغل بعض اللصوص فرصة إصابة القطار بالعطب ونزل أغلب الركاب الذين لم يتحملوا جو الإختناق بداخله، وقاموا بسرقة أغراض بعض المسافرين، كما تعرضت فتاة وشاب لسرقة هاتفيهما بجوار القطار، على يد شبان من المنطقة تجمهروا حول القطار المعطوب، وتمكنوا من الفرار أمام أنظار الجميع نحو مكان مهجور. وعبر أغلب مستعملي القطار، عن استيائهم وامتعاضهم من الوضعية التي أصبحت عليها قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، وأجمع أغلبهم أن هذه القطارات لم تعد وسيلة للنقل مريحة، وقال بعضهم أنهم يفضلون وسائل النقل الأخرى على القطارات التي تلاحقها الأعطاب في كل مكان. وحمل سائق القطار أثناء استفساره من طرف الركاب، المسؤولية للمصالح التقنية بمحطة فاس، لكونها لم تقوم بمراقبة الحالة الميكانيكية للقاطرة قبل استعمالها في الرحلة نحو مراكش. ويعد هذا الحادث، الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، بعد حادث توقف القطار الرابط بين فاس ووجدة، على قنطرة متهالكة توجد فوق سد إدريس الأول على بعد 45 كلم شرق مدينة فاس، حيث بقي هذا القطار عالقا بركابه فوق القنطرة لمدة تزيد عن ساعة تحت حرارة الشمس المفرطة. الصورة: المسافرون يحتجون أمام القطار المعطوب