ما أن انتهى التسجيل الصوت التلقائي الذي يشير إلى التغييرات التي ستطرأ على مواقيت القطارات في شهر رمضان الأبرك، حتى انقطع التيار الكهربائي على قطار المغرب العربي القادم من وجدة، والمتجه نحو الدارالبيضاء، وعاش المسافرون في ظلام دامس لكون مصابيح الإغاثة بدورها تعطلت . حدث ذلك مباشرة بعد الإقلاع من محطة قطار مدينة العيون حوالي الساعة التاسعة و20دقيقة من ليلة الاثنين / الثلاثاء. ولم يتسن التعرف على المحطات التي كان يتوقف فيها القطار واستعصى على الأسر مغادرة المقصورات، رغم ضيق التنفس والحرارة المفرطة بداخلها بل واختناق البعض منهم حرصا على سلامتهم وحفاظا على أمتعتهم، كون ممرات العربات بدورها كانت مكدسة، وانتشر الخوف في ما بين المسافرين وانطلق صراخ الأطفال . ولدى استفسار المراقبين بمدينة تاوريرت عن إمكانية إصلاح العطب وعودة الإنارة والمكيف رغم رداءة مردوديته، أجاب أحد المراقبين بأن الأمر يتطلب تغيير عربة مولد الطاقة الكهربائية بمدينة تازة. وانتظر المسافرون وصول القطار إلى مدينة تازة لتغيير العربة، لكن التقنيين شرعوا في إصلاح المولد - حسب أحد مستخدمي السكك الحديدية وطال أمد الانتظار، الأمر الذي أغضب البعض واندفع نحو مقدمة القطار الذي كان يتأهب للإقلاع دون إصلاح واعترض سبيله، وتمكن أيضا من منع قطار آخر عرباته مخصصة للنوم من مواصلة رحلته نحو الدارالبيضاء . وبعد لحظة تحركت الاتصالات اللاسلكية بين المسؤولين أسفرت عن تغيير عربة المولدات. وعاد التيار الكهربائي إلى القطار وتم تشغيل المكيف ثم انطلق بعد ذلك إلى وجهته بعد ساعة و45 دقيقة من التأخير. واعتقد الجميع أن المشكل حل بصفة نهائية لكن المفاجأة كانت بمحطة فاس حين تم الشروع في تغيير عربة المولدات مرة أخرى، وانطفأت الإشارات الضوئية ليتطلب الأمر زهاء ساعة أخرى لإصلاح العطب الكهربائي الجديد، وبدل الوصول إلى مدينة مكناس في الساعة الثانية و50 دقيقة كما هو مشار إليه في مواقيت القطارات، وصل في الساعة الخامسة والنصف صباحا لمحطة الأمير عبدالقادر. فما بالك بالذين وما أكثرهم ممن لهم مواعيد سفر عبر الطائرة أو فحوصات بمستشفيات التخصص، أو إجراء مباريات لولوج بعض المدارس العليا بالرباط والبيضاء وطنجة ومواعيد بالنسبة للطلبة مع قنصليات أجنبية و....... إن الأمر يتطلب إعادة النظر بشكل جذري في شأن تسيير وتدبير هذا القطاع الحيوي خصوصا في العطل والصيفية منها مع توافد عمالنا بالمهجر واستقبال السائحين المغاربة منهم والأجانب، ونحن نتأهب لربط طنجة بالبيضاء عبر تي جي في TGV ودخول المنافسة عبر الطريق السيار الجديد. فهل من مجيب ؟