صادف يوم الأحد 15 يوليوز اختتام ما يعرف بموسم أصيلة الدولي أو ما يطلق عليه معارضوه المهرجان البنعيسي نسبة الى أمين عام المنتدى الجمعية الحاضنة لهذا المهرجان محمد بنعيسى، ويبقى التساؤل ماذا استفادت مدينة أصيلة من كل هذه البهرجة التي دامت أكثر من أسبوعين بالاضافة الى أسبوع وهمي طبع في الملصقات فقط ؟ بالتأكيد للإجابة على هذا يجب النظر للأمر من عدة جوانب: على الصعيد الاقتصادي فأغلب المهرجانات الفنية والثقافية تشكل عامل جذب السياح وهذا يعني ليالي مبيت للفنادق، كراء المنازل، تناول الوجبات في مطاعم المدينة وبالتالي انتعاش الاقتصاد، ولكن ما يلاحظ أن هذا لا ينطبق على مهرجان مدينتنا، لأن أغلب أنشطة المهرجان ليست للعامة الذين يقصدون المدينة فعلا للاستمتاع بالشاطئ و ليس كما يروج يروج البعض، و حتى ضيوف المهرجان فكل مصاريفهم على حساب المنتدى الذي يمول من طرف مؤسسات عامة و على رأسها بلدية أصيلة التي ساهمت في ميزانية المنتدى ب 300 مليون سنتيم كمنحة، اذن لم نحصل لم يدخل أي فلس من خارج المدينة، وكأن القائمين على المهرجان يقولون لزوالش "من زيتكوم نقليوكوم" . فيما يخص الجانب الثقافي والفني فكيف يمكن نشر الثقافة والدخول لأنشطة المهرجان يتم بدعوة خاصة توجه لأشخاص بعينهم مع اقصاء للعديد من مثقفي المدينة الذين لم يدخلوا في صف رئيس المنتدى و تمييز عنصري بين من يعترهم بنعيسى زوالش وغير زوالش وكأننا أمام استعمار فرنسي يزكي لظهير بربري جديد. البعض يعلق ساخرا على جدران المدينة القديمة التي تصبغ بالأبيض لاستقبال جداريات جديدة ، و كأنها أفعى تغير جلدها كل سنة. نأتي الآن إلى بعض النقاط التي ميزت مهرجان هذه السنة ، أول حدث كان اعتقال المناضل والمستشار المعارض الزبير بنسعدون وذلك لاسكاته وردعه عن الاحتجاج ضد المهرجان، في تواطئ رهيب بين السلطة المحلية وبنعيسى، الزبير يطلق صراحه بعد عرضه على وكيل الملك بابتدائية أصيلة صبيحة يوم المهرجان بعد ضغط شعبي كبير من أنصاره الذين باتوا في العراء قرب مفوضية الشرطة ليلة الخميس-الجمعة، ليحمل على الأكتاف وسط حشد مهيب إلى حدود اقامته. و بالتالي يقرر أنصار الزبير عدم الاحتجاج على افتتاح المهرجان، بعد أن هددوا في حالة عدم اطلاق صراحه بمسيرة شعبية انطلاقا من مفوضية الشرطة الى مكتبة بندر حيث حفل الافتتاح. تأتي الضربة القاضية للمهرجان وهي غياب الرسالة الملكية والوفد الرسمي، لتزول الشرعية عن العبارة القائلة بأن المهرجان تحت الرعاية السامية للملك. الزبير يقرر عقد تجمهر خطابي لشرح ملابسات اعتقاله، ويقدم اشعارا بذلك للسلطة المحلية يوم الاثنين 2 يوليوز الجاري على أن يتم عقد التجمهر مساء اليوم الموالي، إلا أنه يفاجأ برفض السلطة الترخيص له لينتقل لعقد اجتماع مع المسؤولين في الولاية حيث يتم اخباره بأن أي نشاط ذو طبيعة احتجاجية يعد تهديدا للأمن، ليؤجل الزبير بذلك تجمهره الخطابي. المدينة و منذ اعتقال الزبير تشهد عسكرة بكل أصناف قوات الأمن و التي لم تنسحب الا بعد مدة طويلة من عمر المهرجان. و الغريب في الأمر أن المروجين لأطروحة المهرجان يؤكدون أن أصيلة انطلقت في سنة 1978 أي مع الدورة الأولى للمهرجان، و هذا مدعاة للسخرية و يبدو أن هؤلاء لا تربطهم أي علاقة بالمدينة ما داوا لا يدركون حتى تاريخها المجيد. على العموم فقد مرت فرصة الاحتجاج هذه السنة، ولكن المهرجان تلقى صفعة كبيرة بغياب الرسالة الملكية قد تكون اشارة واضحة على غضبة ملكية على محمد بنعيسى. خلاصة القول المدينة لم تكسب شيئا من هذا المهرجان النخبوي و ذلك بشهادة المواطنين البسطاء.