وددت لو أن جهة ما محايدة تقوم باستطلاع آراء الصويريين حول مهرجان كناوة للتعرف على موقف هؤلاء من حدث سنوي يخلق آثارا اقتصادية واجتماعية وأخلاقية عميقة، من الصعب على أي مراقب أو متتبع إنكارها، آثار تعكس بجلاء نوعية المهرجان ونوعية زواره! وفي انتظار أن تتطوع تلك الجهة المحايدة!! لتحقيق ذلك المبتغى يمكن القول أن مهرجان كناوة، بات في طبعاته الأخيرة يجذب نوعية رديئة من الزوار تشكل معظم حجاجه، تتحول معها المدينة إلى مرحاض مفتوح وماخور من الصنف الرخيص ومستعجلات نشطة لرتق الجروح وجبر الكسور، وفضاء واسع للنشل. وبعد أن ينفض جمع المهرجان تستفيق المدينة لتلملم جراحها وتداوي ندوبها وتمسح عن وجهها الحزين طلاء رخيصا تزينت به مكرهة لاستقبال من تعاف استقبالهم. والإعلام، سواء منه المرئي أو المسموع أو المكتوب لا هم له إلا الحديث عن الأجواء الاحتفالية للمهرجان وعن قيمته الثقافية (يا لضياع الثقافة)! محاذرا الخوض في متاهات أخرى لا يستسيغها منظمو المهرجان وحماته القريبين جدا من موقع القرار، إعلام بئيس ينقل دوما الصور مرفوقة بأغلفة محشوة بدراهم معدودة أو بتعليمات فوقية لا مجال معها لاجتهاد! نحن في حاجة إلى إعلام يقيم ذلك المهرجان الرديء (و أجد في نفسي الجرأة الأدبية على طرح هذا الوصف القيمي دون تردد!) من خارج دائرة الإعلام الرسمي الذي عودنا على مغرب النماء والخير والبركة! ليتساءل عن ماهية المهرجان كقيمة ثقافية وحضارية، وعن حجم الأضرار المادية والمعنوية اللاحقة بالمدينة ووسائل جبرها، وعن السياحة الجنسية التي تلتحف رداء المهرجان، وعن ميزانية المهرجان وأوجه صرفها، وليتساءل عن ريع المعرجان والحسابات التي يذهب إليها، إلى غير هذا من الأسئلة التي كان من الأولى لإعلامنا الرسمي الكالح أن يزرك شبها روبورتاجاته التي تكتفي فقط بنقل رقص شبيه برقص الطير المذبوح! وانطباعات المجتمع المخملي الذي يعيش الإيقاع الكناوي على قرع كؤوس الشمبانيا تحت مظلة الخمس نجوم وفي أجواء العلاقات العامة والحميمية!! والتي تجزم أن المدينة قد دخلت نادي العالم المتقدم من أو سع أبوابه!