عجت أزقة و شوارع المدينة القديمة و الشريط الساحلي لمدينة الصويرة بالسيارات و الزوار ،بالطبع الذين حجوا إليها من ربوع وطننا الحبيب، أتوا مسرورين مبتهجين لحضور أكبر مهر جان من المهرجانات التي تحتضنها مدينة الصويرة ،لكن أولئك الزوار لا يدرون حالة أهلها و لا مدى التهميش الذي تشكوا منه المدينة طيلة العقود السالفة سواء في الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي أو التقافي … عدد العاطلين عن العمل في ازدياد مضطرد كل سنة و جمود الأنشطة الاجتماعية و الثقافية الحقيقية :دار الشباب مقفلة ..،ناهيك عن البنية التحتية المتهالكة للأزقة والشوارع و قنوات الصرف الصحي ،إلى درجة أن زوار المرجان الكناوي لم يجدوا مكانا مناسبا لقضاء حاجتهم لأن أصحاب المقاهي أغلقوا في وجههم المراحيض خوفا من اختناقها ،أما المراحيض العمومية فلم تستوعب العدد الهائل للزوار و إذ ضحى الانتظار أمامها مغامرة حقيقية. أما فيما يخص الأنشطة الاقتصادية فحدث و لا حرج :فالاستثمارات تكون منعدمة خلا بعضا منها في ميدان الإعمار.ولا وجود لمعامل أو مقاولات يمكن أن تستوعب عدد العاطلين المتزايد …أضف إلى ذلك غلاء المعيشة و ضعف القدرة الشرائية للمواطنين , فلقد ضاق صدر المواطنين ضرعا بما يقوم به المفسدون بمدينتهم . فمؤسسة العمران أشعلت النار في أسعار العقار ،و استولت على جميع الأراضي داخل المدار الحضري ،بل و لم تسلم من ذلك الساحات العمومية التي تعد المتنفس الوحيد للسكان و أبناءهم .فأصبح الحصول على مسكن مناسب لرجل متوسط الدخل من سابع المستحيلات. و كعادتهم استقبال المهرجانات سواء مهرجان “الأندلسيات الأطلسية”أو مهرجان “موسيقى الربيع الأليزي”…لم يهتم سكان الصويرة و لم يبالوا بما يجري هناك في ساحة مولاي الحسن أو في غيرها من ساحات المدينة التي أقيمت فيها منصات العروض الفنية المقررة في مهرجان كناوة العالم .لأن المهرجان بالنسبة لهم طريقة من طرق استنزاف ميزانية المدينة في أمور لا تهمهم و لا تحل مشاكلهم العديدة . في نظر الكثير منهم المهرجان أقيم من أجل أعين الأجانب و لفائدة أصحاب الفنادق ،أما هم فلا ينالهم منه إلا صداع الرأس و إفساد أبنائهم و بناتهم و نقل الكثير من الأساليب و السلوكات المرضية و الشاذة لأبنائهم.إذ كلما قرب موعده يتوجون بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يحفظ فلذات أكبادهم من شره و أمراضه، إذ يعد المهرجان ، بالنسبة لهم ، نذير شؤم و مصدر كل شر. أما عن زيارة وزيرة السياحة لمدينتهم و توقيع اتفاق شراكة قصد ترميم جدران المدينة القديمة ، بين وزارة السياحة و المجلس الإقليمي الذي يوجد على رأسه رجل متابع قضائيا و محكوم عليه بالسجن ،فقد استهجنوها و اعتبروها عمل خاطئ ما كان ليحدث . لأن فيها مسا لكرامة الصويرين كافة خاصة الشباب منهم الذين كانوا ينادون بإقالته. فمتى يأخذ المسئول على محمل من الجد النهوض بالمدينة و الاهتمام بأهلها؟ فمهرجاناتهم مهما كانت كبيرة لن تحل مشاكل المدينة التي تزداد يوما بعد يوم. للصويرة نيوز محمد الصحراوي