تشهد منطقة بونتا ديلغادا بأرخبيل الآصور البرتغالي٬ منذ يوم الثلاثاء 3 يوليوز، عقد لقاء هو الثاني من نوعه بين صحراويين من الأقاليم الصحراوية وآخرين من مخيمات تندوف، وذلك في إطار اجراءات الثقة التي سبق للمغرب وجبهة "البوليساريو" أن وافقوا عليها خلال مفاوضات الجارية بينهما تحت إشراف الأممالمتحدة. ويأتي تنظيم هذا اللقاء عقب إعلان المغرب سحب ثقته من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء واتهمامه بالانحياز وعدم الحياد. وكان المغرب قد صرح مسلسل المفاوضات "تآكل واضحى دون افق ولا تقدم". ولأول مرة نشرت وكالة "المغرب العربي للأنباء" (الوكالة الرسمية) خبرا عن انعقاد لقاء جزر الأصور، وقدمت اللقاء على أنه مجرد "ندوة حول الثقافة الصحراوية تحت شعار (دور المرأة في الثقافة الصحراوية)". ونقلت الوكالة الرسمية بيانا عن بعثة "المينورسو٬" بأن "إجراءات الثقة تكتسي طابعا إنسانيا محضا وبأنه لا يمكن التطرق خلال الندوة لأي قضية سياسية". وحسب نفي المصدر فإن هذا اللقاء٬ يعتبر الثاني من نوعه الذي يناقش الجوانب الثقافية للمنطقة٬ يندرج في "إطار تنفيذ برنامج إجراءات الثقة وتحت إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة". وأضاف المصدر ذاته أن هذه الندوة٬ التي ستتواصل إلى غاية سادس يوليوز الجاري٬ تعرف مشاركة 17 مواطنا ينحدرون من الأقاليم الجنوبية و16 صحراويا قدموا من مخيمات تندوف. وكانت الندوة الأولى قد نظمت في الفترة ما بين 12 و16 شتنبر الماضي بماديرا (البرتغال) حول موضوع الثقافة الحسانية، ولم تشر الوكالة الرسمية المغربية آنذاك إلى تنظيمها. وكان وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، قد أكد بان "الحكومة المغربية لن تتراجع عن قرار سحب الثقة من كريستوفر روس " ما دام لا يلتزم الحياد. وجاء كلام وزير الخارجية المغربي الاثنين 2 يوليوز، خلال جلسة مجلس النواب الاسبوعية، في اطار رده على احد برلمانيي المعارضة حول "مأزق المغرب" بعد تجديد الأمين العام للأمم المتحدة لثقته في كريستوفر روس. وقال الوزير في جواب مختصر على سؤال المعارضة حول "تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، والتي فهم منها امكانية تراجع المغرب عن سحب الثقة"، ان "الأمر غير صحيح" و"لا مكان لروس في ان يبقى وسيطا ما دام لم يلتزم الحياد". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الخميس الماضي ان "المغرب يميز بين امرين اثنين، اولهما التشبث بإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه في اطار الأممالمتحدة، وثانيهما ضرورة تحلي المبعوث الشخصي للأمين العام بصفات الحياد وعدم الانحياز". واعتبرت بعض وسائل الاعلام المغربية كلام الوزير بخصوص "تحلي المبعوث الأممي بصفات الحياد وعدم الانحياز" نوعا من تليين المواقف وتراجع الرباط عن سحب الثقة. --- تعليق الصورة: وفد جبهة البوليساريو المشارك في اللقاء الأول الذي نظم بماديرا (البرتغال)