أعرب وزير في حكومة عبد الإله بنكيران، عن انزعاجه من نقل بعض الاستثمارات الفرنسية لإعادة توطينها في بلدها الأم، كجزء من خطة أعلنها الاشتراكيون الحاكمون في فرنسا كإحدى الحلول للتخفيف من البطالة في فرنسا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت العديد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا. انزعاج المسؤول الحكومي ورد في مقال نشره عبدالقادر عمارة وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الجديدة، بجريدة "ليزيكو" وعبر فيه عن الأمل في " أن تظل فرنسا في مستوى التطلعات" بعد أن كشفت باريس عن عزمها تشجيع إعادة توطين أنشطة مراكز النداء الفرنسية الموجودة في الخارج داخل البلاد. وكتب عمارة في مقاله الذي نشرته يوم الثلاثاء 19 يونيو، الصحيفة الاقتصادية الفرنسية أنه "بعيدا عن العلاقات الفرنسية المغربية المتميزة٬ يجب أن ينظر إلى الأوفشورينغ كأداة لخدمة تنافسية المقاولات الفرنسية". وجاء في المقال أنه منذ إعلان الجريدة في أحد أعمدتها يوم 13 يونيو عن نية أرنود مونتبورغ الوزير الفرنسي للتصحيح الإنتاجي٬ العمل من أجل إعادة توطين مراكز النداء بفرنسا٬ فإن المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في المغرب العربي سيتعاملون بحزم إذا ما تم الاستمرار في هذا التوجه. ومن جهته عبر يوسف الشرايبي رئيس الجمعية المغربية للعلاقة مع العملاء عن أسفه لأن مراكز النداء توفر في المغرب وتونس على التوالي 40 ألف و 15 ألف منصب شغل وأن "الخبر ليس مفاجئا لأنه سبق أن أثير خلال الحملة التي سبقت الانتخابات الرئاسية" لكن " ما يثير الاستغراب هو أن يكون هذا القطاع الأول الذي يتم استهدافه ٬ وهو ما يجعل تبرير إعادة التوطين (القطاع) ضعيفا في هذه الحالة" . وتوقع الشرايبي أن "تكون المقاولات الفرنسية أول خاسر (..) خصوصا أنه مع منح الترخيص للخط الرابع للهاتف النقال (الحر) لولوج سوق المنافسة ٬ فإن تلك المقاولات ليست في أفضل حالاتها". أما منير فرام المدير المنتدب للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب فذكر أن أرباب العمل المغاربة يتجاوزن مسألة التنافسية ويستحضرون "الصداقة" بين البلدين قائلين إن "العلاقات الفرنسية المغربية متجذرة في القضايا الاستراتيجية للغاية ". وقال إنه " يجب الحديث عن " تجانس عام للمبادلات ووجود مجموعات كبيرة من مؤشر (كاك 40) في المغرب" مضيفا أن المملكة بلد مركز يفتح الباب أمام أسواق المغرب العربي والشرق الأوسط وافريقيا. واعتبر أن " نموذج اتصالات المغرب وفيفاندي٬ اللذين يستحوذان على أجزاء من أسواق افريقيا٬ يشكل نموذجا يحتذى به " قائلا إننا " لم نعد في منطق إعادة التوطين وإعادة النقل ٬ ولكن في نماذج جديدة للشراكة". ولاحظت الصحيفة من جهتها أن عدة أطراف تتوقع أن ينتهي الجدل في نهاية المطاف " كما حدث عامي 2004 و 2010، بعد نفس المحاولات لإعادة التوطين التي أطلقها آنذاك الوزيران جون لوي بورلو ولوران ووكويز.