عبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب محمد حوراني، في رسالة بعثها إلى رئيسة اتحاد الباطرونا الفرنسية «لورانس باريسو»، عن قلقه العميق من الخطر الذي يتهدد نحو 30 ألف منصب شغل في قطاع مراكز النداء بعد تصريحات كاتب الدولة في الشغل في فرنسا «لوران ويكويز»، الذي تعهد باتخاذ إجراءات لثني الشركات الفرنسية لمراكز النداء وعلاقة الزبناء عن نقل نشاطها إلى المغرب، مضيفا أن من شأن هذا الموقف أن يلقي بظلال من الشك حول مناخ الثقة الذي طالما ميز العلاقات المغربية الفرنسية. وطلب حوراني من نظيرته الفرنسية، في الرسالة التي أرسلت أيضا إلى وزير التجارة والصناعة رضا الشامي وسفير فرنسا في المغرب وسفير المغرب في باريس، حمل قلق الباطرونا المغربية إلى الحكومة الفرنسية، موضحا أنه يتفهم أن من واجب الدول حماية فرص الشغل المتوفرة لديها، ولكن تحقيق هذا الهدف «يتم بالضرورة عبر تقوية تنافسية المقاولات ومساعدتها في الاندماج الناجح في سيرورة العولمة» يضيف رئيس الباطرونا، مضيفا أن المحيط الدولي الحالي يتسم بتطبيق سياسات متعارضة أحيانا بين ميل للعولمة وعودة لبعض الإجراءات الحمائية الوطنية، نتيجة بعض الضغوطات في ميزانيات الدول، وشدد حوراني على أن الإجراءات الحمائية لن تخدم تنافسية المقاولات الفرنسية بل ستلحق الأذى بسياستها لتوسيع نشاطها على الصعيد الدولي. من جانب آخر، أبرز حوراني أن المغرب عبأ في سبيل إنجاح قطاع مراكز النداء كل الوسائل الضرورية، سواء فيما يخص البنية التحتية أو الموارد البشرية وكذا الإجراءات التنظيمية المتطابقة مع المعايير الفرنسية والدولية، كما استثمر الفاعلون الفرنسيون وشركاؤهم المغاربة أموالهم لبلورة نموذج للتعاون، يفرض نفسه اقتصاديا في ظل نمو مطرد لسوق دولي للمناولة وتفويت الشركات لبعض مهامها للغير. وقال حوراني، في رسالته المؤرخة بثاني غشت الجاري، إن مهنيي قطاع مراكز النداء والعلاقة مع الزبناء طلبوا تدخل كونفدرالية الباطرونا عقب التصريحات الصادرة عن «لوران ويكويز» المناهضة لعمليات نقل نشاط مراكز النداء إلى خارج فرنسا، مؤكدا الالتزام القاطع لأرباب المقاولات المغربية بتقوية العلاقات التقليدية والمتينة بين فرنسا والمغرب. وذكر رئيس الباطرونا نظيرته الفرنسية بما قاله لها خلال لقاء جمعهما في ثاني يوليوز المنصرم بباريس، حيث عبر عن قناعته بحاجته الفاعلين الاقتصاديين في فرنسا والمغرب لمجابهة التحديات المرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي الجديد معاً وبطريقة تضامنية، وبأن التعاون بين البلدين يجب أن يتقوى بفضل مؤهلات كل الطرفين بحيث يكون أساسا لتحسين تنافسية المقاولات المغربية والفرنسية. واعتبر المتحدث نفسه أن التجربة الناجحة للفاعلين المغاربة والفرنسيين في مجال مراكز النداء تدل على وجاهة المقاربات التي انتهجوها، موضحا أن إنشاء مراكز النداء في المغرب مكن الفاعلين الفرنسيين من تحسين تنافسيتهم وخلق نحو 10 آلاف منصب شغل صاف في فرنسا خلال العام 2009.