قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب “الاشتراكي الموحد” إن النظام المخزني المغربي يقوم على مركزة السلطات وعلى “البزنس” ولا يريد التغيير. وأوضحت منيب حلال مشاركتها في ندوة نظمتها “حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية”، يوم أمس الجمعة بطنجة، أنه حتى عندما تكلم الملك في خطابه الأخير عن فشل النموذج التنموي، قال إنه لن تكون هناك قطائع.
وأكدت منيب أن لجنة النموذج التنموي التي نصبت مؤخرا لن تقدم أي مشروع لإيقاف نزيف الفساد السياسي والاقتصادي. وأضافت “هناك من يقول إن المشاركة في الانتخابات هي تزكية للاستبداد الموجود، لأن النظام متحكم في اللعبة، وأن موازين القوى لن تتغير لأنه لن يقبل بسلطة مضادة، لكن بالرغم من هذا يجب على اليسار توعية الشعب والنزول إلى الساحات وأن يربح المعارك على المستوى المحلي كبداية”. وشددت منيب على أنه يجب على الدولة أن تعود لتلعب أدوارها الأساسية في القطاعات الخدماتية الحيوية، وأن تقطع مع خوصصة التعليم، وتلغي التعليم الخصوصي. وأبرزت نفس المتحدثة أن يجب على الدولة أن تحرص أن يبقى التعليم والصحة عموميين، وأن تضمن كرامة الشعب المغربي، وتخلق فرص الشغل للشباب الذي يهاجر عبر طرق معروفة. وأكدت منيب أن الحكومة مكبلة من جهة من الدستور، ومن جهة ثانية هي التي تكبل نفسها لأنها راضية على الريع السياسي وتسكت على المستفيدين منه. واعتبرت منيب أن المغرب يعيش أزمة سياسية خانقة مرتبطة بطبيعة النظام المغربي، وبالدستور غير الديمقراطي، الذي لم يفصل بين السلط. وتابعت حديثها بالقول “عندنا مؤسسات تظهر من بعيد أنها مؤسسات قوية، لكنها في العمق ضعيفة، والناس الموجودين فيها أغلبيتهم الساحقة يسخرون هذه المؤسسات من أجل مراكمة الثروات، فالمندوبية السامية للتخطيط بنفسها تكلمت أن 150 أسرة في المغرب فقط من اغتنت”. وأشارت زعيمة “الاشتراكي الموحد” أن النظام المغربي ضرب الأحزاب الجادة، وفكك الوحدات العمالية، لكن الحركات الاحتجاجية لم تتوقف، رغم كل محاولات المخزن لوأد كل الحركات الشعبية”. وأوضحت منيب أن المغرب يعيش انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في حاليا، منها الاعتقالات السياسية والتعذيب. وألحت منيب في كلمتها على ضرورة بناء اليسار من الجديد، مشيرة أنه كان بالإمكان أن يستدرك اليسار الوضع عندما ضربت المنهجية الديمقراطية، لو خرج عبد الرحمان اليوسفي وحزبه من الحكومة وكون كتلة يسارية معارضة بنفس جديد، لكن هذا الأمر مع الأسف لم يقع.