قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين، إن وقف إطلاق النار بين تركيا والمقاتلين الأكراد في سوريا صامد رغم بعض المناوشات. وتوعد تركيا مجددا بفرض عقوبات ورسوم جمركية على منتجاتها “لو تصرفت تركيا بطريقة خاطئة”، دون أن يقدم تفاصيل.
وفي إشارة للاتهامات الموجهة إليه بالتخلي عن الأكراد، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض خلال اجتماع لإدارته إن بلاده لم تقدم أبدا أي تعهد للأكراد بالبقاء في المنطقة “400 عام” لحمايتهم، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يترك قوات أمريكية في سوريا. من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في وقت سابق اليوم إن وزارته تبحث إبقاء بعض القوات قرب حقول للنفط في شمال شرق سوريا مع “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، لضمان عدم سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف باسم “داعش” على النفط. وقال إسبر للصحفيين خلال زيارة إلى أفغانستان، بينما يجري سحب القوات الأمريكية من سوريا، إن بعض القوات ما زالت تتعاون مع قوات شريكة قرب حقول النفط وإن هناك مناقشات بشأن إبقاء بعضها. وأضاف أنه أشار ولم يُتخذ بعد قرار “فيما يتعلق بالأعداد أو ما شابه”. وذكر أن مهمة وزارة الدفاع (البنتاغون) هي بحث كافة الخيارات. بيد أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في وقت متأخر الليلة الماضية أن ترامب يميل الآن لخطة عسكرية جديدة تقضي بإبقاء نحو مئتي جندي أمريكي في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق، حسب الصحيفة. وعبرت أكثر من 100 عربة عسكرية أمريكية الحدود إلى العراق في وقت سابق اليوم الاثنين من الطرف الشمالي الشرقي لسوريا، حيث وافقت أنقرة بموجب اتفاق مع واشنطن على وقف هجومها لخمسة أيام. وتنتهي الهدنة مساء يوم الثلاثاء، مباشرة بعد موعد مقرر لاجتماع الرئيسين التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين في روسيا. وفتحت الخطوة التي اتخذها ترامب صفحة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات ودفعت تركيا والنظام السوري وحليفته روسيا للسعي إلى ملء الفراغ الذي تركه الأمريكيون. كما قوبل قرار ترامب بانتقادات في واشنطن ودول أخرى بوصفه خيانة للحلفاء الأكراد الذي قاتلوا على مدى سنوات إلى جانب القوات الأمريكية.