قال باحثون صينيون، إنهم طوروا اختبارًا جديدًا للدم، يحسن تشخيص وعلاج عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي “بي”. الاختبار طوره باحثون بقسم طب المختبرات في مستشفى جامعة فوجيان الطبية، ونشروا نتائج أبحاثهم، في العدد الأخير من دورية (Journal of Molecular Diagnostics) العلمية.
وأوضح الباحثون أنه على الرغم من تطوير عدد من الطرق الجزيئية لاكتشاف فيروس “بي” حاليا، إلا أن العديد منها محدود بسبب ضعف النتائج، أو عدم القدرة على اكتشاف أكثر من طفرة واحدة في كل مرة، كما أن البعض الآخر مرهق للغاية أو مكلف للاستخدام السريري. وأضافوا أن هدفهم كان تطوير طريقة أكثر عملية وغير مكلفة مع حساسية عالية للكشف عن الطفرات الوراثية المتتنوعة من فيروس “بي”.وطبّق الفريق التقنية الجديدة التي يطلق عليها COLD-PCR / FMCA” ” على عينات دم مأخوذة من 41 يعانون من التهاب الكبد المزمن “بي”، بالإضافة إلى مجموعة أخرى لا تعاني من المرض. واكتشف الفريق أن الاختبار الجديد نجح في التفرقة بين المراحل المختلفة من عدوى فيروس “بي”، وفقًا لنسبة ونوع الطفرات وكذلك من خلال اكتشاف الحمض النووي ” DNA” للفيروس. ليس هذا فحسب، بل اكتشف الفريق أن الاختبار الجديد يتكهن أيضًا بما إذا كان المريض سيستجيب للعلاج بمضاد الفيروسات أو لا. وقال الباحثون إن “المراقبة الديناميكية للحمض النووي والأنماط الجينية لفيروس “بي” تكتسب أهمية كبيرة لتقييم حالة العدوى، والتنبؤ بتطور المرض، وتحديد فاعلية العلاج الذي يتلقاه المرضى المصابين بعدوى فيروس “بي”. وأضافوا أن الاختبار الجديد يوفر أداة مختبرية قوية، وبسيطة، وغير مكلفة، للتشخيص الدقيق وتحديد العلاج الفعال للمرضى المصابين بفيروس “بي”، تتفوق على الطرق التقليدية الموجودة حاليًا. ويُعد الالتهاب الكبدي عدوى خطيرة تصيب الكبد يسببها فيروس “بي”، ويمكن أن تصبح هذا العدوى مزمنة، ما يعني أنها تستمر لأكثر من 6 أشهر، وبذلك تزيد من خطر تطور المرض إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد أو تليف الكبد. ويتعافى أغلب البالغين ممن أصيبوا بالالتهاب الكبدي “بي” تعافيًا تامًا، حتى وإن كانت العلامات والأعراض شديدة، لكن يُعد الرضع والأطفال أكثر عرضة للخطر، لذلك يمكن أن يقيهم التطعيم من خطر الإصابة بالالتهاب الكبدي “بي”. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد أصاب فيروس الكبد “بي” 257 مليون شخص، وأدى لوفاة 887 ألف شخص، حول العالم في 2017. وكان حوالي 10.5% فقط من الأفراد المصابين بفيروس “بي” يدركون وضعهم ، وكان جزء بسيط منهم فقط يتلقون العلاج.وينتشر الفيروس عادة عن طريق ملامسة دم المصاب أو سوائل جسمه، ويمكن الوقاية من الفيروس عن طريق اللقاحات التي توفر حماية كاملة تقريبًا ضد العدوى.