التهاب الكبد الوبائي "سي" مرض يصيب الكبد وقد يؤدي إلى تليّفه أو توقفه عن العمل والإصابة بالسرطان، وهو يقضي سنويا على نحو 300 ألف شخص من بين150 مليون مصاب به حول العالم. وقد أعلنت دائرة الغذاء والدواء الأميركية مؤخرا، اعتماد عقار جديد قد يحقق نجاحا باهرا في علاج التهاب الكبد الفيروسي "سي"، ويعد الدواء الجديد أول عقار فعال وآمن في علاج أنواع محددة من التهابات الكبد الفيروسية، خصوصا بعد وصول عدد المصابين بالكبد الفيروسي "سي" حول العالم إلى نحو 135 مليون شخص. ونشرت مجلة لانسيت الطبية صفحة كاملة عن هذا الدواء، بالتزامن مع صدور تقارير منظمة الصحة العالمية التي تتخوف من انتشار المرض في مناطق فقيرة تعاني عدم الاستقرار. والعقار الجديد قد يعطي الأمل لنسبة محدودة فقط من المرضى، إذ أن ثمنه الباهظ قد لا يكون في متناول اليد، خصوصا وأن فترة العلاج تستمر لنحو 6 أسابيع، وهو وقت قد يستهلك الكثير من المال الذي لا يتوفر لدى غالبية المصابين. والالتهاب الكبدي "سي" يمكن أن تتراوح شدة حالة الإصابة به بين خفيفة تدوم لبضعة أسابيع وأخرى خطيرة تصاحب المريض مدى الحياة وقد تسبب الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد. وينتقل الفيروس عبر ملامسة دم شخص مصاب بالمرض، ويتم علاج الالتهاب الكبدي "سي" حاليا باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات في غياب لقاح مضاد له، باعتباره مرضا كبديا معديا عادة ما ينتشر عند دخول دم شخص مصاب بالمرض إلى جسم آخر عرضة للإصابة، وهو من بين أكثر الفيروسات شيوعا التي تصيب الكبد. وحسب تقارير السنة الماضية لمنظمة الصحة العالمية يصاب سنويا ما يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي سي، منهم 150 مليون شخص يصابون بعدوى المرض المزمنة ويكونون عرضة لخطر الإصابة بالتليّف أو سرطان الكبد. وتتراوح فترة حضانة الالتهاب الكبدي سي بين أسبوعين اثنين و6 أشهر، ولا تظهر على 80 بالمئة تقريبا ممّن يصابون بعدوى المرض الأولية أية أعراض، في حين قد تظهر على المصابين بعدوى المرض الحادة أعراض مثل الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والتقيؤ وآلام في البطن والبول الداكن اللون والبراز الرمادي اللون وآلام في المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). وتتطور حالة 75 إلى 85 بالمئة من المصابين حديثا بعدوى المرض إلى داء مزمن بينما تتطور حالة 60 إلى 70 بالمئة من المصابين بعدواه المزمنة إلى داء كبدي مزمن؛ وتتطور حالة 5 إلى 20 بالمئة من المصابين إلى تليّف الكبد فيما تموت نسبة تتراوح بين 1 و5 بالمئة من جراء الإصابة بتليّف الكبد أو سرطان الكبد، وتستأثر أساسا عدوى الالتهاب الكبدي سي بإصابة 25 بالمئة من المرضى بسرطان الكبد. وغالبا ما تحدث أخطاء في تشخيص الإصابة بعدوى المرض الحادة لأن معظم المصابين بها لا تظهر عليهم أعراض معينة، ويتعذر التمييز بين العدوى الحادة وتلك المزمنة بواسطة الطرق الشائعة للكشف عن الأجسام المضادة، إذ يدل وجود تلك الأجسام المضادة لفيروس الالتهاب الكبدي سي على أن الشخص مصاب بالعدوى أو قد أُصِيب بها. وتُشخّص الإصابة بعدوى المرض المزمنة بالكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس بواسطة اختبارات الحمض النووي في شخص يحمل أجساماً مضادة لهذا الفيروس، ويتم اللجوء إلى إجراء اختبارات متخصصة لتقييم حالة المرضى المصابين بأمراض الكبد كالتليّف والسرطان. ويمكن أن يحول تشخيص المرض مبكرا دون التعرض إلى مشاكل صحية قد تنجم عن الإصابة بعدوى المرض ودون انتقال العدوى إلى أفراد الأسرة وغيرهم ممّن يختلط بهم الفرد اختلاطا حميما. ويوصى في بعض البلدان بفحص الأفراد الذين قد يتعرّضون لخطر الإصابة بالمرض ومنهم الأشخاص الذين يتلقون منتجات الدم أو مشتقاته أو أعضاء الجسم قبل إجراء فحص الإصابة بالالتهاب الكبدي سي، أو في الحالات التي يكون فيها الفحص غير منتشر على نطاق واسع؛ كذلك الأفراد الذيّن يتعاطون المخدرات بالحقن حاليا أو تعاطوها سابقا (حتى من تعاطاها بهذه الطريقة مرة واحد قبل عدة سنوات مضت)، والعاملون في مجال الرعاية الصحية الذين تعايشوا مع فيروس الإيدز؛ وخاصة المواليد من الرضع لأمهات مصابات بعدوى المرض.