“من أبرز ما نفتخر به في جمعيتنا، هو أننا جعلنا المشي والترحال من وسائل خدمة المجتمع”، هكذا تكلم رئيس “جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة” محمد زهير حمان في مستهل حديثه مع موقع “لكم”، مضيفا “إذا كان المشي هو أبرز نشاط نقوم به، فإن هناك مجموعة من الجوانب حاضرة ضمن أهدافنا واهتماماتنا، كالجانب الاجتماعي والبيئي والإنساني، كما أننا قمنا بالتعريف بالطبيعة والتاريخ والجغرافية التي تميز منطقة الشمال في العديد من المحطات الترحالية”. وقال رئيس الجمعية، التي بدأت تلقى في المدة الأخيرة، إقبالا كبيرا على عضويتها وأنشطتها، ان هناك مجموعة من الأهداف التي سطرناها، يمكن إجمالها في مقولة (المشي في خدمة المجتمع)، مضيفا، “خرجة بعد خرجة بدأت القبيلة تكبر، والأفكار تتطور وتنضج إلى أن وصلنا لما نحن عليه اليوم”.
وأصبحت أنشطة “جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة”، تحظى خلال الشهور الأخيرة بمتابعة شريحة معتبرة من ساكنة عروس الشمال، بعد تعريفها عن طريق المشي والترحال بالعديد من الأماكن الطبيعية والتاريخية التي لم تكن معروفة لدى عموم المواطنين، حيث نظمت يوم 29 يونيو الماضي، على سبيل المثال خرجة مشي بمشاركة العشرات من المحبين للمشي، وبتنسيق مع باحثين في التاريخ والتراث، إلى أماكن وأطلال تؤرخ لأحداث جرت بمنطقة أنجرة، أبرزها مكان جرح القائد فرانكو الذي سيصبح جنرالا وحاكما لإسبانيا فيما بعد، وخلف التوثيق الذي نشر على صفحات المواقع الاجتماعية آثار إيجابية لدى المتتبعين بطنجة. لماذا تأسيس جمعية للمشاة؟ وعن أسباب تأسيس جمعية تعنى بالمشي، قال رئيسها محمد زهير حمان، “يوم عرضنا فكرة او بذرة تأسيس جمعية للمشاة كان لنا يقينا أنها ستعرف نجاحا وتميزا وتفردا”، مشيرا إلى أن الجمعية أسست منذ ست سنوات بهدف تجميع أو تيسير جمع هواة المشي والترحال لممارسة رياضتهم وهوايتهم الغريبة في تلك الفترة”. وأفاد، “كان تحديا في البداية، فالفكرة غريبة عن المجتمع، لذلك أسسنا الجمعية بمن حضر، وكانت أول خرجة لنا بخمسة أفراد -ذكور- فقط، لكن خرجة بعد خرجة بدأت القبيلة تكبر – كما علق علينا أحد الأصدقاء – والأفكار تتطور وتنضج إلى أن وصلنا لما نحن عليه اليوم ولله الحمد”. وأوضح، أن الكل يعرف أن الجمعية تتيح لك إمكانيات وفرص يصعب توفيرها دون وجود غطاء تنظيمي، فبالجمعية نخاطب المسؤول والإعلامي وعموم الناس ولا نخاطبهم كأفراد، لكوننا نحمل أهدافا نريد تحقيقها من وإلى الجمعية والمجتمع”. ارتقاء بفكر ووعي المجتمع وعن أهداف تأسيس الجمعية أوضح رئيس “جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة” محمد زهير حمان، في حديث مع موقع “لكم”، أن مع المشي هو أبرز نشاط نمارسه في الجمعية ومن خلاله نمارس أهدافنا ونسعى إلى تحقيقها”. وأضاف مبرزا، “بالمشي نساهم في توجيه وتأطير المشاركين كبارا وصغارا بأهمية هاته الرياضة على صحة ونفسية ممارسيها، من خلال المشي نتلقى رسائل نبيلة في الحفاظ على البيئة والمأثر التاريخية التي نزورها، من خلال المشي ننظم برامج ثقافية نرتقي من خلالها بفكر ووعي المجتمع، من خلال المشي نقدم رسائل ونماذج نبيلة للأطفال الصغار عبر الخرجات المخصصة لهم، من خلال خرجاتنا نساهم في الترويج للسياحة الداخلية عبرالإشعاع الذي تتركه زياراتنا الموثقة بالصور والفيديو”. وأشار المتحدث إلى أن أحد أهم أهداف الجمعية هو اكتشاف الفضاءات الطبيعية والتاريخية.. وتوثيق معالمها عبر ما هو متاح من إمكانيات تقنية، ونشرها على قناة على “اليوتوب” تحمل اسم الجمعية وبها العشرات من لقطات الفيديو والتي توثق للاماكن الطبيعية والتاريخية التي قمنا بزيارتها”. نستثمر المشي لخدمة المجتمع على هذا المستوى، قال رئيس الجمعية في ذات الحديث مع “لكم”، ان “المشي هو الأصل في جمعيتنا، هكذا ابتدأنا ممارسة الأنشطة الأولى وبعدها وكما هو محدد في أهدافنا وفي قانونا الأساسي، حاولنا ترسيخ وتنزيل الأهداف ضمن برامجنا، فصرنا ننظم أنشطة ثقافية تعنى بالمشي أي بمجال تخصصنا”. وقدم المتحدث بعض الأمثلة بهذا الخصوص، مشيرا إلى “الندوة التي نظمتها الجمعية حول “الطرق الرومانية بشمال المغرب”، وذلك لرفع اللبس عن هاته الطرق (تاريخها الغايات منها…)”، ومن أمثلة خدمة المجتمع ثقافيا ذكر محمد زهير حمان خرجة لفائدة الأطفال الصغار بالمدينة العتيقة من تأطير يونس الشيخ علي حيث تعرفوا على بعض من المعالم الهدارة لطنجة التاريخية”. وبخصوص بعض النماذج من الخدمات المقدمة في الجانب البيئي والاجتماعي، قال رئيس الجمعية، “انخرطنا خلال بداية الموسم الصيفي الجاري في حملة تنظيف لشاطئ طنجة رفقة مجموعة من الهيئات المدنية، إضافة لحملة تبرع بالدم نظمناها بعدما كان يعرف مركز تحاق الدم خصاصا مهولا فكان لابد لنا من تقديد هذا الواجب الإنساني..”. المشي للتعريف بالمآثر التاريخية في هذا الصدد، قال المتحدث، ان الجمعية نظمت في إطار التعريف بالمآثر التاريخية التي تعرفها منطقة أنجرة مثلا، نظمت ندوة وخرجة ميدانية مرافقة لها في اليوم الموالي كانتا تحت عنوان ”المشي في تاريخ أنجرة”، مستحضرا “كنزا حضاريا إنسانيا مهملا، فكل شبر تطأ عليه أقدامك إلا وفيه من التراث اللامادي الذي كثر عليه الحديث مؤخرا ما لا يوجد في بعض الدول كافة”. ودعا زهير، كل الضمائر الحية بدء من أبناء وزوار المنطقة وإلى كل مسؤول بمختلف القطاعات المعنية للنهوض بهذا الكنز المهمل الذي يتهاوى سنة بعد سنة، تهده وحوش الاسمنت وجهل البسطاء. ولماذا البداية بأنجرة، قال رئيس جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، “نحن نتحدث عن قبيلة عريقة حمولتها التاريخية أندلسية جبلية… قبيلة مجاهدة مقاومة… أبناءها الموريسكيون المطرودون والمعذبون بالأندلس قاوموا المستعمر الاسباني في أرضهم..”، مؤكدا أن ” الخرجة كانت يوم 29 يونيو وهو تاريخ اخترناه قصدا بتنسيق مع الدكتور محمد المصمودي حيث يصادف هذا التاريخ الذكرى 103 لمعركة البيوت الشهيرة – قرية البيوت تقع بالقرب من بليونش – مكان جرح القائد فرانكو والذي سيصبح جنرالا وحاكما لاسبانيا فيما بعد، هاته المعركة والتي استخدمت فيها الآلة الحربية الجوية والبحرية والبرية لأول مرة”. وأشار زهير، إلى أنه و”أثناء الخرجة وقفنا على مجموعة من المواقع المؤرخة لتاريخ أنجرة ومنها (الكدية د فدريكو )وهو مرتفع استراتيجي احتله الاسبان ومنه تتم مراقبة المنطقة (سبتة، الفنيدق، بليونش… وكافة الطرقات ) وعلى هذا المرتفع وجدنا اطلالا تؤرخ لأحداث جرت هناك ومنها حائط عليه آثار إطلاق الرصاص، كما زرنا ”الغار الكحل” حيث يعتقد أنه كان مخبئا للمقاومين أثناء العدوان على المنطقة… وقد ختمنا خرجتنا تلك بزيارة بعضا من معالم بليونش الاثرية”، مؤكدا أن المشي سيساهم في تربية وذوق الطفل والمجتمع وسيكون لنا مواطن نقي الفكر والبصيرة، مختتما قوله بكون “المشي نعمة متاحة للكل ولا يمارسها الكل وما فاز إلا المشاة”