أن يتم المواظبة على ممارسة فعل رياضي بانتظام، مثل رياضة المشي، فإنه بلا شك أمر من شأنه أن يعود بفوائد كبيرة على الصحة الجسمانية واللياقة البدنية والنواحي النفسية الأخرى، لكن عندما يصاحب ممارسة هذه الرياضة، فعل ثقافي موازي، فإن ذلك حتما سيثمر فائدة أكثر. هذا هو بالذات المنطق الذي تبناه ثلة من شباب مدينة طنجة، في إطلاق فكرة فريدة من نوعها على الصعيد الوطني، وهي عبارة عن مبادرة جمعوية تقوم على المزج بين ممارسة رياضة المشي والإطلاع واكتساب معارف جديدة تتعلق بمواقع وأماكن يتم شد الرحال إليها بشكل جماعي سيرا على الأقدام، وذلك تحت لواء إطار جمعوي اختار له أصحابه "جمعية الرحالة لهواة المشي". على خطى بن بطوطة "نحن مجموعة من شباب مدينة طنجة قمنا سابقا بالعديد من الرحلات مشيا على الأقدام سواء بين قرى أومدن شمال المغرب"، يتحدث محمد زهير حمان، رئيس جمعية الرحالة لهواة المشي – طنجة، عن ولعه هو وبعض رفاقه بممارسة رياضة المشي. ويشرح حمان موضحا أن هاته المبادرات لم تكن إن صح القول مهيكلة ، "ففي العديد من الأحيان كانت رحلاتنا ثنائية أو ما شابه ذلك، بل كنا نقطع مسافات طوال تحت هدف رياضي وحيد وهو إتمام الرحلة، كقطع المسافة بين طنجة وتطوان، صعود جبل موسى..". ومع توالي القيام بعدة رحلات مشيا مثنى أو جماعات، يضيف محمد زهير، تم اقتراح تجاوز هدف قطع المسافات الفاصلة بين نقطة الإنطلاق ونقطة الوصول، إلى إحداث إطار يجمع هواة المشي من جميع طنجة وخارجها، " فمدينة أحفاد ابن بطوطة بحاجة إلى إطار يلم شملهم والعمل الجمعوي يتيح فرصة انفتاح أوسع وبإمكانيات أكبر"، يقول زهير. الرياضة والثقافة معا ممارسة المشي عند أعضاء جمعية الرحالة لهواة المشي، لا تقف عند حد تلبية حاجة البدن للرياضة، بل هناك هدف مرتبط بتنمية معارف الفرد وإغناء ثقافته، ألم يقل القدماء "العقل السليم في الجسم السليم"؟، وهذا عينه ما يحاول رئيس الجمعية التأكيد عليه من خلال توضيحه أن الأهداف التي سطر هو ورفاقه، تجمع ما هو رياضي، صحي، وبيئي، وثقافي. وعن كيفية تحقيق هذه الأهداف، يشرح نفس المتحدث، أن الأمر يقوم على إعداد ملفا يضم معلومات تاريخية وجغرافية عن الوجهة المقصودة خلال إحدى الرحلات " كما سنوثق مراحل الرحلة، لنحصل في النهاية على ريبورتاج يجمع بين الصورة والمادة العلمية والتاريخية". تحقيق أهداف الجمعية، لن يقتصر على تنظيم رحلات المشي فقط، فهناك آلية أخرى ستعتمدها الجمعية في تحقيق هذا أهدافها، إنه تنظيم ندوات توعوية كاستضافة طبيب مختص في الطب الرياضي، أو دعوة مؤطر للأطفال ليقوم بتوعيتهم وتحسيسهم بأهمية رياضة المشي.