- المختار الخمليشي : على خطى القائد العسكري طارق بن زياد ومساعده طريف بن مالك، خاض نشطاء جمعويون من مدينة طنجة غمار تجربة استكشافية فريدة من نوعها، في إطار أسفار ورحلات جمعية الرحالة لهواة المشي، حيث كانت الانطلاقة من هنا في مدينة طنجة، باتجاه الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، على أن يشكل مسار الرحلة همزة وصل تحت سماء ثلاثة أنظمة سياسية، المغرب، إسبانيا، بريطانيا. البداية والنهاية .. ضريح بن بطوطة صباح يوم الأربعاء 11 يونيو الجاري، التقى زهير حمان، رئيس جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، مع إثنين من نشطاء هذا الإطار الجمعوي الأول من نوعه في المدينة، أما مكان اللقاء فكان في حومة "أمراح" في قلب المدينة العتيقة لطنجة، حيث يرقد الرحالة الطنجي الشهير بن بطوطة، " اختيارنا لهذا المكان نابع من رمزيته العالمية المهملة "، يقول زهير حمان موضحا دواعي اختيار ضريح بن بطوطة منطلقا لرحلة الاكتشاف هذه. توجه الثلاثة نحو ميناء طنجةالمدينة، حيث سيستقلون الباخرة التي ستقلهم نحو أولى محطات الرحلة في الضفة الشمالية للمضيق، التي تبدو بجلاء رغم ظلمة الليل التي ما زالت تقاوم زحف خيوط الصباح الأولى. "وصلنا إلى جبل طارق، المستعمرة الخاضعة للتاج البريطاني، حيث حط طارق بن زياد بجيوشه في رحلة الفتح الإسلامي للأندلس"، يتحدث زهير حمان عن البداية الحقيقية لرحلته بعد مغادرة التراب المغربي، ثم يضيف "لم نمكث طويلا هنا في جبل طارق، ما زال أمامنا طريق طويل مشيا على الأقدام .. فكانت الوجهة الجزيرة الخضراء ومنها إلى طريفة، التي سميت باسم القائد طريف بن مالك، الذي خاض من خلال نفس المسار مهمة استطلاعية لصالح جيوش طارق بن زياد، ثم بعد ذلك كانت العودة من نفس الوجهة لنتوقف حيث انطلقنا، من ضريح بن بطوطة بعد رحلة حافلة بالمشقة والمغامرة". حكاية الطريق السري بين الجزيرة الخضراء وطريفة، لا يوجد إلا منفذ طرقي واحد، الطريق الوطنية الساحلية، حيث عبر مشاءونا الثلاثة، " هذه الطريق هي عبارة عن منطقة ساحلية تبدو منها المئات من الوحدات الصناعية التي تجعل مسألة الوصول إلى الشاطئ أمرا صعبا وربما مستحيلا" يشرح زهير حمان عن أسباب اختيارهم للطريق السيار من أجل الوصول إلى طريفة، ثم يضيف "استغرق تنقلنا من هذه الطريق مدة أزيد من أربع ساعات على الأقدام توقفنا بعدها لننعم بقسط من الراحة ومن ثم واصلنا رحلتنا في اليوم الثالي". عشر ساعات هي المدة التي قضاها المشاءون الثلاثة في اليوم التالي ما بين الجزيرة الخضراء وطريفة، لكن أخطر منطقة عبرها هؤلاء المغامرون هي عبارة عن منطقة أحراش غابوية "نحن في الطريق السري، هكذا يعرف هذا المكان عند المواطنين الإسبان ELCAMENO SECRITO"، يوضح زهير حمان ثم يستطرد "بالرغم من أن مدة اجتيازنا لهذا الطريق لم تتعدى 45 دقيقة، فإن هذا الجزء من رحلتنا كان مسرح لأصعب الرحلات، فهنا تنشط مافيا تجارة المخدرات بين المغرب وإسبانيا وقد تكون عرضة لأي تدخل أمني من طرف الحرس المدني الإسباني". جمعية الرحالة لهواة المشي "نحن مجموعة من شباب مدينة طنجة قمنا سابقا بالعديد من الرحلات مشيا على الأقدام سواء بين قرى أومدن شمال المغرب"، يتحدث محمد زهير حمان، رئيس جمعية الرحالة لهواة المشي – طنجة، عن ولعه هو وبعض رفاقه بممارسة رياضة المشي. ويشرح حمان موضحا أن هاته المبادرات لم تكن إن صح القول مهيكلة ، "ففي العديد من الأحيان كانت رحلاتنا ثنائية أو ما شابه ذلك، بل كنا نقطع مسافات طوال تحت هدف رياضي وحيد وهو إتمام الرحلة، كقطع المسافة بين طنجة وتطوان، وصعود جبل موسى..". ومع توالي رحلاتنا مشيا على الأقدام مثنى أو جماعات، يضيف محمد زهير، تم اقتراح تجاوز هدف قطع المسافات الفاصلة بين نقطة الإنطلاق ونقطة الوصول، إلى إحداث إطار يجمع هواة المشي من جميع طنجة وخارجها، " فمدينة أحفاد ابن بطوطة بحاجة إلى إطار يلم شملهم والعمل الجمعوي يتيح فرصة انفتاح أوسع وبإمكانيات أكبر"، يقول زهير.