تم اليوم الأربعاء بالرباط تتويج عشرين من أعمال البحث والابتكار، في إطار “تميز البحث العلمي في المغرب”، لفائدة الباحثين المغاربة الذين تميزوا بجودة وحجم إنتاجاتهم العلمية، المفهرسة خلال السنوات الخمس الماضية من طرف (كلاريفات أناليتكس)، المؤسسة العريقة المستقلة المتخصصة في نشر البحث العلمي على الصعيد الدولي. وشكل الحفل، المنظم تحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بمبادرة من المركز الوطني للبحث العلمي والتقني وبشراكة مع الناشر (كلاريفات أناليتكس) في إطار تشجيع وتطوير وتثمين البحث العلمي بالمغرب، مناسبة للاعتراف والاحتفاء بالباحثين المغاربة في مختلف مجالات البحث خلال الفترة ما بين 2014 و2018.
وتم أيضا الاحتفاء بالجامعات ذات الإمكانات العالية، من حيث الحجم والجودة والديناميكية، من خلال منشوراتها المصنفة من طرف (كلاريفات أناليتكس)، وكذا المجلات المغربية المدرجة في فهرس الناشر ذاته. وهكذا، تميز 11 باحثا في فئة “جائزة أفضل باحث” في مختلف المجالات، ويتعلق الأمر بكل من الباحث الراحل عبد الغني بلوقيد، ونصر الدين اليوبي عن جامعة القاضي عياض (مراكش)، وعز الدين الفاسي عن جامعة ابن طفيل (القنيطرة)، وأمينة بركات وعبد الإله بنيوسف عن جامعة محمد الخامس (الرباط)، وعبد المجيد جميل عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله (فاس)، ورشيد صلغي عن جامعة ابن زهر (أكادير)، ونزهة الباري عن جامعة مولاي اسماعيل (مكناس)، والطيبي بن حدا عن جامعة محمد الأول (وجدة)، وبنحدو زورارة عن جامعة شعيب الدكالي (الجديدة)، وسمية فهد عن جامعة عبد المالك السعدي (تطوان). وفي فئة “الجامعة”، تم تتويج كل من جامعات محمد الخامس (الرباط)، وجامعة محمد الأول (وجدة)، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله (فاس)، والجامعة الدولية للرباط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، وجامعة القاضي عياض (مراكش) وجامعة الحسن الثاني (الدارالبيضاء). أما في فئة “المجلات”، فقد تم تتويج كل من خالد بن الصغير عن جامعة محمد الخامس (الرباط) وحموتي بلخير عن جامعة محمد الأول (وجدة) ويونس شرادي عن جامعة محمد الخامس. وقال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، إن البحث العلمي يتسم بتعدد تخصصاته ويتطلب منصات تكنولوجية عالية الأداء، تتجاوز الإمكانات المالية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن هذه الأخيرة لا تستطيع إبراز مؤهلاتها وتحقيق التنافسية دون وجود قاعدة عريضة من الباحثين، ومسجلا أنه تم، “انطلاقا من هذا المبدأ”، الشروع في إعادة هيكلة مؤسسات البحث على الصعيد الوطني لتشجيع تجميع مواردها. وبعد أن ذكر بأن الجامعات المغربية حققت تقدما في التصنيفات الدولية، لتنتقل من جامعة واحدة مصنفة في 2016 إلى خمس جامعات مصنفة في 2019 من بين أفضل الجامعات في العالم، ضمن تصنيفات عالمية عريقة، أشار إلى أن التصنيف مكن المغرب من احتلال المركز الرابع على الصعيد الإفريقي، مضيفا أن قطاع البحث ما زال يواجه بعض الإكراهات. وتهم هذه الإكراهات على الخصوص، يضيف الوزير، التدبير الإداري والمالي لمشاريع البحث العلمي الذي لا يتلاءم مع طبيعة وخصوصيات أنشطة البحث العلمي والابتكار، معتبرا أن عدم التلاؤم بين الإجراءات الإدارية للتمويل المخصص للبحث من جهة، وبين واقع البحث العلمي من جهة، تنجم عنه انعكاسات سلبية على الإنتاج العلمي. وشكل الحفل، الذي تميز بحضور شخصيات بارزة من العالم الأكاديمي والسوسيو اقتصادي، مناسبة للتوعية والتعريف بأهمية الإنتاج العلمي المفهرس في قواعد البيانات الدولية.