انتقد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني فرق المعارضة متهما إياها بالتشكيك في أرقام معطيات رسمية وكيل عبارات قدحية مشينة، من قبيل “أن الحكومة ضربت أغلب المكتسبات عرض الحائط، وتقود البلاد نحو المجهول وأنها لم تنتج سوى فقدان المصداقية السياسية”. وأضاف العثماني خلال الجلسة العامة التي عقدها مجلس المستشارين، اليوم الأربعاء، للاستماع إلى رده على مداخلات الفرق والمجموعات البرلمانية بالمجلس حول الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، “أنا أتساءل هل بالخطاب السوداوي تظن بعض فرق المعارضة أنها تمارس بحق دورها الدستوري، فماهي القيمة المضافة لعمل المعارضة، إذا كان مجرد تبخيس مستمر وإسهام في زعزعة الثقة في العمل السياسي والشأن العام والمؤسسات”.
وأشار العثماني أن الدور الحقيقي للمعارضة هو مراقبة عمل الحكومة عبر نقد بناء ومقترحات ومبادرات تخدم المصالح العليا للوطن بعيدا عن خطاب التبخيس. وأكد العثماني أن الحكومة واعية بالتحديات والتطلعات المشروعة للمواطنين، وتعي بأن البيئة السياسية والمؤسساتية ومناخ الاستقرار الذي ينعم به المغرب، يعد فرصة للوطن لتحقيق المزيد من المكتسبات في طريق تعزيز البناء الديمقراطي. وأبرز العثماني أن حصيلة الحكومة قدمت بمؤشرات رقيمة واضحة وبمعطيات واقعية، “لكن البعض مع الأسف تعمد تجاهل مضامينها وخاض في نقاش بعيد عن حس الموضوعية والإنصاف”. وأضاف “كيف يمكن أن يكون هناك ضرب للمكتسبات وأن تكون الحكومة فاشلة ومشتتة وتوقع اتفاقا مع شركائها بشأن الحوار الاجتماعي بعد سنتين فقط من عمرها بكلفة ناهزت 16 مليار درهم، وكانت أعلى من جميع الاتفاقات السابقة؟. وأكد العثماني أن حكومته قلصت نسبة البطالة ورفعت ميزانية القطاعات الاجتماعية بشكل غير مسبوق، ورفعت مستوى الدعم للعديد من الفئات الاجتماعية، ورفعت من نسبة التمدرس، وقلصت نسبة الهدر المدرسي فبعد أن كان أكثر من 400 ألف طفل يغادرون الدراسة في 2010، اليوم انخفض هذا الرقم إلى ما يقارب النصف. وأوضح العثماني أن الحكومة قلصت الفساد وكانت سببا في ارتفاع ترتيب المغرب في مؤشر ملامسة الرشوة، وبفضلها تقدم المغرب في مؤشر مناخ الأعمال، كما أوقفت تصاعد نسبة المديونية. وتابع العثماني كلامه قائلا :”هذه مؤشرات دولية لم تحابي المغرب ولا الحكومة فلولا وجود إنجاز حقيقي على الأرض لما تمكنا من تحقيق هذا التحسن ولا اعترفت تلك المؤشرات فعلا بهذه النتيجة”. وأبرز العثماني أنه كان يوم أمس في باريس مع منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، والكلمات التي سمعها عن الاقتصاد المغربي وتطوره كلها إيجابية بل تثمين لما يقوم به المغرب. وأوضح رئيس الحكومة أنه لا يشاطر المعارضة نظرتها التشاؤمية وخطابها المغرق عموما في السلبية، “بحيث لم يلمس في بعض التدخلات نقدا بناء أو اقتراحات عملية وبدائل واقعية، بل كان خطابها في الغالب مجرد انطباعات”. وشدد العثماني على أن الخصاص لايزال كبيرا ويجب أن يتقلص، مضيفا ” نحن نتقدم في هذا المستوى بخطى ثابتة، ومن المؤسف أن تطلق من قبة البرلمان اتهامات كبيرة من قبيل الغنيمة والوزيعة في الصفقات والتعيين في المناصب العليا”. وأضاف “لماذا لا تعطينا المعارضة أرقاما وأسماء، وأنا قلت مرار أن التعيين في المناصب العليا مفتوح أمام الناس، فقدموا شكاياتكم بالأسماء والمعطيات وأنا أتعهد كرئيس حكومة أن أحقق في أي شكاية من هذا النوع”. ودعا العثماني إلى عدم إطلاق الكلام على عواهنه ذلك أن الخطاب السلبي والسياسي المأزوم ذهب إلى حد التشكيك في الوطنية وهذا غريب جدا، “لذلك أدعو الجميع حكومة وبرلمانا أن نعمل جميعا على الرقي بخطابنا السياسي وأن نتحرى فيه الموضوعية والإنصاف”.