فاز فيلم “بارازايت” (طفيلي) للكوري الجنوبي بونغ جون-هو والذي يصور بحرفية عالية مشكلات التفاوت الطبقي من خلال مأساة عائلية، بجائزة السعفة الذهبية مساء السبت في ختام مهرجان كان السينمائي (2019) بدورته الثانية والسبعين. وقال بونغ جون-هو، وهو أول سينمائي كوري جنوبي يحصد المكافأة الكبرى في هذا المهرجان: “شكرا جزيلا. هذا شرف عظيم لي، لطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لي، أشكر هنري جورج كلوزو وكلود شابرول”. وفاز الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الألم والمجد” لبيدرو ألمودوفار، فيما نالت الأمريكية الإنكليزية إميلي بيتشام جائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم “جو الصغير”. وقال بانديراس الذي يجسد في الفيلم دور مخرج يتخبط في الاكتئاب “هذه الليلة ليلة المجد لي”. “لقد دهشنا بالفيلم وهذه الدهشة زادت على مر الأيام…” وقد أعلن رئيس لجنة التحكيم في المهرجان هذا العام المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو أن السعفة الذهبية منحت بإجماع أعضاء اللجنة. وقال: “لقد دهشنا بالفيلم وهذه الدهشة زادت على مر الأيام، من هنا جاء قرارنا بالإجماع”. ويخلف بونغ جون-هو تاليا المخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا الذي نال السعفة الذهبية العام الماضي عن فيلمه “شوبليفترز”. ويروي فيلم “بارازايت” (طفيلي) قصة عائلة من العاطلين عن العمل وعلى رأسها الوالد كي – تايك (يجسد دوره سونغ كانغ-هو أبرز الممثلين في أفلام بونغ جونغ-هو)، يعيشون في شقة قاتمة وبائسة تحت الأرض بين الصراصير والقوارض. وتتغير حياة هذه العائلة المكونة من زوجين وولديهما عندما يحصل الابن كي-وو على عمل كمدرّس لغة إنكليزية لفتاة في عائلة برجوازية تقطن في دارة فارهة مع حديقة وباحات فسيحة وديكور مميز. الجائزة الكبرى من نصيب الفرنسية – السنغالية ماتي ديوب أما الجائزة الكبرى في المهرجان فكانت من نصيب الفرنسية – السنغالية ماتي ديوب (36 عاما) عن فيلمها “أتلانتيكس” الذي يتطرق إلى مصير المهاجرين والشباب في دكار بأسلوب يجمع بين السياسة والطابع الطوباوي. كذلك نال فيلما “لي ميزيرابل” (البؤساء) للفرنسي لادج لي و”باكوراو” للبرازيليين كليبير مندونسا فيليو وجوليانو دورنيليس مناصفة جائزة لجنة التحكيم. وفيلم “لي ميزيرابل” الذي يحمل عنوان الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو وتدور أحداثه بجزء منها بضاحية مونفرميل في شرق باريس، يرصد الأحداث التي تدور في الأيام الأولى لانخراط الشرطي بنتو (يؤدي دوره داميان بونار) في وحدة مكافحة الجريمة بعيد فوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم صيف 2018. جائزة أفضل إخراج للشقيقين لوك وجان بيار داردين كما فاز بالجائزة عينها مناصفة فيلم “باكوراو” الذي يجمع بين نمطي الويسترن والفنتازيا، وتدور قصته حول ظواهر غريبة تشهدها قرية باكوراو المتخيلة في منطقة سيرتاو القاحلة والفقيرة في شمال شرق البرازيل. و”باكوراو” هو ثالث الأفلام الطويلة لمندونسا الذي تعرف عليه الجمهور قبل ثلاث سنوات مع فيلم “أكواريس”. أما جائزة أفضل سيناريو ففازت بها المخرجة الفرنسية سيلين سياما عن فيلمها “بورتريه دو لا جون في أون فو” (قصة الشابة الملتهبة) الذي يروي قصة حب محظورة بين امرأتين في القرن الثامن عشر. كما حصد الشقيقان لوك وجان بيار داردين وهما من القلائل الحائزين على السعفة الذهبية مرتين في مسيرتهما الفنية، جائزة أفضل إخراج عن فيلم “لو جون أحمد” (الشاب أحمد) عن قصة مراهق ينخرط في التيارات المتشددة.