شددت كاثرين بوليت، عضوة لجنة الأممالمتحدة الفرعية لمنع التعذيب، على الأهمية الكبيرة للتحسيس بخطورة التعذيب وضرورة القطع مع كل أشكاله كيفما كانت. وأشارت بوليت، في مداخلة تحدثت فيها عن الممارسات الفضلى لاشتغال الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب، في اللقاء التواصلي المنظم من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول إحداث الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، إلى أن نشر تقارير الآلية تعبير عن رغبة الدولة في التغيير والتقدم والقطع مع كافة أشكال الانتهاكات.
وأكدت عضوة لجنة الأممالمتحدة الفرعية لمنع التعذيب، على ضرورة تحديد وضبط العلاقة بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان والآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، لتجنب تداخل المهام وتدخل المجلس في الآلية، أو وجود أي علاقة تراتبية بين مسؤولي الآلية والمجلس، لضمان استقلاليتها واستقلالية عملها. وحذر ماركوس جايكر، رئيس قسم بمجلس أوروبا، من الانجراف وراء الجانب المادي والمكاني للتعذيب والتعنيف، مشددا على ضرورة مراجعة التكوينات التي تلقاها “المعذبون” قبل الإقدام على ما فعلوه. وأوضح جايكر، أن المغرب يخطو آخر الخطوات قبل بدء عمل الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، مسلحا بمميزات، اعتبر أنه ستكون عاملا من عوامل نجاح الآلية، تمكن في الرغبة في الحد من الانتهاك والعنف والرغبة في التغيير؛ توفره على كفاءات حقوقية كبيرة. ومن جهتها أشارت ياسمين شمس منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى جمعية الوقاية من التعذيب، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من جنيف مقرا لها، إلى أهمية وصعوبة المرحلة الأولى لإطلاق وبدأ عمل الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، معتبرة أن الفترة الأولى لعملها ستشكل فترة انتقالية وتعليمية لأعضاء الآلية ولمسؤولي المؤسسات السجنية والمسؤولين المغاربة على حد سواء، والذين س”يضطرون” إلى التأقلم وبدأ علاقة وطريقة عمل جديدة مع طرف جديد، من خلال الزيارات والتقارير التي ستصدرها الآلية. وأكد الطبيب الشرعي هشام بنيعيش، على ضرورة حضور أطباء الطب الشرعي أو الأطباء بشكل عام، مع أعضاء الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، ما من شأنه حسب المتدخل، تسهيل التواصل والعلاقة بين الآلية وأطباء المؤسسات السجنية، وتسهيل التواصل مع نزلاء مراكز علاج الأمراض النفسية العقلية. وقال الطبيب الشرعي في مداخلته، إن الوضع الحالي لمراكز الاعتقال والوضع الصحي للمعتقلين، أصبح يستلزم إعادة النظر في العلاقة بين الجسم الطبي والمعتقلين وظروف الاعتقال التي تلعب دورا كبيرا في الوضع الصحي داخلها. وسطر عمر بطاس وهو طبيب نفسي، على الأهمية القصوى للوقاية من التعذيب وليس كشفه، وعدم انتظار حدوث تعذيب للتحرك، والعمل مل على رصد أي تصرف أو معاملة يمكن أن تطور لتصبح تعذيبا، مشددا على ضرورة تحسيس العامل البشري وتحفيزه لتبني مبادئ الوقاية ومحاربة وتجنب التعذيب.