في خطوة وصفت بالمفاجأة، قرر المجلس الفيدرالي لنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل تأجيل انتخاب المكتب التنفيذي والأمين العام للنقابة إلى غاية يوم 22 من الشهر الجاري. وعرف اجتماع المجلس الوطني للنقابة المنعقد يوم الأحد الماضي بالدارالبيضاء، والمشكّل من 217 عضوا، صراعا مريرا ومناورات تنظيمية عدة بين الموالين لعبد الرحمان العزوزي وجماعة عبد الحميد فاتيحي، مما أغرق الاجتماع في سجال مسطري لم يتمخض عنه أي توافق يذكر، الأمر الذي دفع رئاسة المؤتمر إلى رفع الاجتماع إلى 22 من يناير الجاري. وحسب المعطيات التي حصل عليها موقع " لكم"، فان خلافا حادا حصل بين في آخر لحظة بين عبد الحميد فاتيحي وعبد الرحمان العزوزي، حول أسماء ومستوى تمثيلية بعض القطاعات النقابية . ففي الوقت الذي أعلن فيه عبد الحميد فاتيحي سحب ترشيحه لمنصب الأمانة العامة للنقابة ، تراجع هذا الأخير عن قراره في آخر لحظة . وعن اسباب تراجعه ، أوضح فاتحي في تصريح لموقع" لكم" كون " الإخوة لم يحترموا كافة تفاصيل الاتفاق وشروطه، حيث قررت سحب ترشيحي مقابل تمثيلية القطاعات الوازنة في المكتب التنفيذي مثل قطاعات العدل والتعليم والصحة والفوسفاط". من جانبه اعتبر عبد الرحمان العزوزي، أن رفاق عبد الحميد فاتيحي، تقدموا في اجتماع المجلس الوطني بلائحة ، وصفها ب"غير منطقية حيث رفضوا تمثيلية قطاعات الجماعات المحلية والمالية،وغيرها من القطاعات النقابية فضلا عن إقصاء حزب الخضر من التمثيلية في المكتب التنفيذي، مما شكل عرقلة حقيقية لأشغال المجلس الوطني". ووسط هذا " البلوكاج" المنذر بأزمة تنظيمية خانقة تهدد وحدة النقابة، قررت رئاسة المؤتمر في حدود الساعة الثانية من صباح الاثنين ، رفع الاجتماع، إلى حين تدبير الاختلافات العميقة بين الطرفين المتصارعين على قيادة النقابة والتحكم في دواليبها. يشار أن قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سبق لها أن تدخلت في وقت سابق، لنزع فتيل التوتر بين فاتيحي والعزوزي،كما جرى اتفاق بموجبه سيحتفظ عبد الرحمان العزوزي بمنصب الأمين العام للنقابة، على أساس أن يضمن فاتيحي تمثيلية القطاعات المقربة منه في المكتب التنفيذي،ويحتفظ بمنصب رئيس الفريق الفيدرالي بالغرفة الثانية. كما ينص الاتفاق أن تخصص خمسة مقاعد من أصل 15 المشكلة للمكتب التنفيذي، لكل من الحزب الاشتراكي الموحد ( عضوين) والخضر ( عضو واحد) والنساء مقعدين، فيما سيقتسم المنتسبين إلى الاتحاد الاشتراكي والمقربين منه المقاعد العشر المتبقية. كما تجدر الإشارة أن الانقسامات الحادة في صفوف قيادة الحزب أرخت بضلالها السلبية على مجريات أشغال النقابة وهيكلة أجهزتها، حيث يحظى عبد الرحمان العزوزي بعدم من جل أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي باعتباره الفصيل السياسي المهيمن على النقابة، وبين عبد الحميد فاتيحي، رئيس الفريق الفيدرالي بالغرفة الثانية، والمدعوم بقوة من طرف عضو المكتب السياسي للحزب والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان إدريس لشكر.