و م ع تضطلع الصناعة التقليدية بالرشيدية بدور أساسي في التنمية المحلية٬ وذلك بحكم تنوع أنشطتها وانتشارها الجغرافي عبر مختلف مناطق الإقليم ومساهمتها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي مما يجعل منها قطاعا واعد بمؤهلات يتعين استثمارها. وحسب تقرير لمندوبية الصناعة التقليدية بالإقليم٬ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه٬ فإن أبرز هذه المؤهلات تكمن في قطاع الأحجار الرخامية والمستحثات بالريصاني وأرفود٬ حيث تتواجد مقالع الأحجار الخامة٬ والفخار القروي بكل من كلميمة والريصاني وتنجداد وإكلي وأرفود٬ والجلد بالريصاني وتنجداد٬ والمنتوجات الفضية والنحاسية والمنتوجات النباتية بواحات زيز وكير وغريس. كما يزخر الإقليم بالعديد من المؤهلات على مستوى قطاع النسيج التقليدي (أرفود والرشيدية وتنجداد)٬ والحدادة والتلحيم (أرفود وتنجداد والريصاني والرشيدية)٬ والمنتوجات الخشبية بمختلف مراكز الإقليم. وأشار التقرير إلى أن قطاع الصناعة التقليدية يعد من بين القطاعات الأساسية التي تشغل عددا كبيرا من اليد العاملة٬ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة٬ كما يشكل مصدر عيش لفئة عريضة من ساكنة الإقليم٬ إما كمورد أساسي ووحيد لسد حاجياتهم الأساسية٬ وإما كمورد إضافي لتحسين دخلهم الناتج عن المردود الفلاحي٬ مبرزا أن عدد الحرفيين بالإقليم يصل إلى 9635 صانع وصانعة موزعين على مختلف فروع القطاع وبمختلف مراكز ودوائر الإقليم٬ في حين يبلغ عدد التعاونيات الحرفية 35 تعاونية وعدد الجمعيات الحرفية 34 جمعية. وتغطي الأنشطة الحرفية عددا كبيرا من مجالات القطاع والتي تهدف٬ بالدرجة الأولى٬ إلى تلبية حاجيات المستهلك والزبون المحلي من الملابس والأدوات المنزلية الأثاث والأدوات الفلاحية وغيرها. كما تتميز المنطقة بتنوع نشاطات هذا القطاع٬ ذلك أن جل فروعه متواجدة بمختلف مراكز الإقليم٬ وإن كانت الحرف التقليدية النفعية والخدماتية تضم الحيز الأوفر من مجموع الإنتاج التقليدي. أما فيما يخص الصناعة التقليدية ذات الطابع الفني٬ يوضح التقرير٬ فإنها تنحصر٬ أساسا٬ في الجلد الفيلالي الناتج عن الدباغة الفيلالية بالريصاني٬ وكذا المنتوجات الرخامية والمستحثات بكل من أرفود والريصاني٬ والفخار القروي والمنتوجات النباتية والقصبية. ولمواكبة التطور الذي يشهده القطاع٬ تعمل مندوبية الصناعة التقليدية على تنظيم لقاءات تحسيسية وتوجيهية لفائدة المقاولات الحرفية والحرفيين في مجالات التمويل والاستثمار والتغطية الصحية والسكن والتنسيق مع مختلف المتدخلين والفاعلين للنهوض بالقطاع وخلق تعاونيات وجمعيات حرفية في مختلف مناطق الإقليم لتنظيم القطاع. كما أن المندوبية تشارك في المعارض المحلية والجهوية والوطنية قصد التعريف والترويج بالمنتوج الحرفي المحلي٬ وتعمل على تكوين الصناع والصانعات في الحرف التقليدية والقيام بإنجاز دراسات وأبحاث في الحرف التقليدية كالرخاميات والفخار والنسيج التقليدي. ولاحظ التقرير أنه على الرغم من تعدد المؤهلات الطبيعية والمهنية التي تتمتع بها مختلف الحرف التقليدية على المستوى المحلي٬ فإن قطاع الصناعة التقليدية لا يزال يواجه مجموعة من المعوقات تتشابه في معظمها مع تلك التي تطبع الأنشطة الحرفية على الصعيد الوطني٬ والتي يرتبط بعضها بالجانب التنظيمي٬ ومنها ما يتعلق بالجانب المؤسساتي وتأهيل المقاولة٬ وأخرى مرتبطة بالجودة والتسويق. ومن ضمن تلك الإكراهات٬ يوضح التقرير٬ مشكل ضعف ترويج منتوجات الصناعة التقليدية بمجمع الصناعة التقليدية بالإقليم وغياب التمويل لبناء دور الصانعة رغم وجود الوعاء العقاري٬ وضعف التكوين لدى الصناع وضعف جودة المنتوجات الفخارية والنسيجية والنباتية. ولتجاوز هذه المعيقات٬ يقترح التقرير تكوين الصناع في حرف النسيج التقليدي والمنتوجات النباتية والأحجار الرخامية والفخارية وبناء مراكز للتسويق بالمناطق السياحية (مرزوكة) وبناء دور الصانعة في كلميمة والسيفة واوفوس والرشيدية٬ فضلا عن القيام بدراسات ميدانية في مجال الفخار والمنتوجات النباتية وإعادة هيكلة مجمع الصناعة التقليدية بالإقليم.