احتفت مدينة الحسيمة, لؤلؤة المتوسط, بذاكرتها عبر بوابة منتوجات الصناعة التقليدية المحلية, وذلك من خلال معرض اقيم مؤخرا. واقترح هذا المعرض, الذي نظم بمبادرة من المندوبية الإقليمية للصناعة التقليدية بالحسيمة وبشراكة مع جمعية الريف للتضامن والتنمية (أريد) باقة متنوعة من المنتوجات كالجلد والخشب والفخار التقليدي والطين والحجر والمصنوعات النباتية والفن والديكور والمنتوجات النحاسية والألبسة على اختلاف أنواعها والأعمال اليدوية بالإضافة إلى الفن والديكور. وتمثل هذه المعروضات, حسب السيدة سعاد بلقايدي المندوبة الإقليمية للصناعة التقليدية بالحسيمة, جزءا مهما من ذاكرة المنطقة وتاريخها, وذلك لما تتميز به من خصوصيات تظهر إبداع الصانع التقليدي المحلي, وبالتالي غيرته على هذا الموروث الثقافي, وهو ما تسعى الوزارة الوصية والمهرجان المتوسطي لإبرازه. وأوضحت أن حوالي 48 عارضا يشاركون في هذه التظاهرة ويمثلون تعاونيات تابعة لمنطقة إقليمالحسيمة كتاغزوت وإيدردوشن وايمرابطن (معروفة خصوصا بالفخار) والرواضي (الصناعة النباتية ) وإيمزورن وإيزمورن وبني بوعياش وإمساكن وكتامة. وأكدت أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية تنهج سياسة القرب من الصناع التقليديين من خلال الانفتاح على العالم القروي ومواكبة الصناع , وذلك عبر تنظيم حملات التوعية والتشجيع على تأسيس التعاونيات والتكوين المستمر, لتجديد هذا الموروث وجلب الزوار وإبراز مؤهلات المنطقة. وتلتقي أهداف المهرجان المتوسطي , حسب السيدة بلقايدي , مع أهداف ومضامين استراتيجيه رؤية 2015 الرامية بالخصوص إلى المساعدة على خلق فضاءات التسويق, على اعتباره أن التسويق هو العائق الأكبر الذي يواجه هذه المنتوجات, وتحسين وضعية الصناع التقليديين وتوفير المواد الأولية وخلق فضاءات البيع. وفي هذا الصدد , قالت , إن هذا الأمر يتطلب الأخذ بعين الاعتبار الاقتصاد الاجتماعي, لتشجيع الزوار على اقتناء هذه المنتوجات وتقريبها للمواطنين طوال أيام السنة عوض الاقتصار على التظاهرات والمعارض. واقبل على زيارة فضاء المعرض, الذي اقيم بساحة الباشوية, عدد مهم من الزوار من ساكنة الإقليم ومن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي يتزامن تنظيم المعرض مع فترة عطلتهم الصيفية, فضلا عن زوار أجانب وآخرين ينحدرون من مختلف المدن المغربية. وحسب تقرير مندوبية الصناعة التقليدية بجهة تازة-الحسيمة-تاونات,(إحصائيات 2009), يشتغل بالقطاع على مستوى الجهة ما يعادل 19 ألف و358 صانعا منهم 1085 يشتغلون بالقطاع الحرفي الجلدي و4507 بالنسيج و426 بالمعادن و1992 بالخشب و880 بالطين والحجر و3269 بالمصنوعات النباتية و2291 بأنشطة إنتاجية متنوعة و4908 بالصناعة التقليدية الخدماتية. ويتبين من خلال هذا التقرير أن إقليمتازة يستقطب أكبر عدد من الصناع التقليديين بالجهة, إذ يبلغ عددهم 8137, بينما يستقطب إقليماالحسيمة وتاونات على التوالي 5690 و5531 صانعا. وتهيمن على مستوى إقليمالحسيمة حرف الفخار التقليدي والخشب المطعم والمصنوعات الجلدية والمصنوعات النباتية.