واحة غريس نموذجا فريدي عبد الرحمان السباق غير الرسمي نحو المؤسسة التشريعية ابتدأ منذ الآن , و المرشحون المحتملون لهاته الانتخابات على مستوى واحة غريس بدأت تطهر ملامحهم . منهم من يريد رأس اللائحة و منهم من يريد أن يركب خلف السائق مقابل عمولة يقبضها و لا تهمه مصلحة الواحة و لا سكانها لان هوايته السياسية أن يلعب دور الكومبارس و القوادة السياسية . و بين هذا و ذاك ماذا سنفعل نحن الذين سنذهب غدا لصناديق الاقتراع لنختار من يمثلنا في المؤسسة التشريعية ؟ تاريخ غريس مع الانتخابات ليس مشرفا لأنه لم يسبق في تاريخها أن أعطت ابنا منها يمثلها بشكل حقيقي و يدافع عن مصالحها فقد كانت الحسابات السياسية التي تلبس لباسا قبليا بطاقة حمراء ضد مصلحة هاته المنطقة التي كانت تعيش عقابا سياسيا و تنمويا . سيقول البعض لقد كان فلان ابن فلان برلمانيا من غريس فهل نسيته ؟ و كان فلان بن فلان برلمانيا أيضا؟ لم ننسى لان الضحية لا يمكن أن ينسى سياط الجلاد , فقد كان برلمانيو سنوات الرصاص سياطا مفروضة علينا في زمن لم يكن ينجح فيه إلا من نال الرضا . فحتى في السياسة يوجد المغضوب عليهم و المساخيط الذين لا حق لهم في دخول جنة البرلمان . ذلك عهد فيه من قضى نحبه و فيه من ينتظر و بدلوا تبديلا . لكنه عهد أصبح من الماضي بدون حصيلة تنموية و بدون دفاع عن مصالح المواطنين . لكن في زمن المصالحة السياسية و جبر الضرر الجماعي من الواجب على المواطنين أن يعاقبوا سياسيا كل من سولت له نفسه استغلال الانتخابات و المؤسسات التمثيلية لخدمة مصالحه الخاصة .
الآن هناك واقع جديد و طموحات أخرى و طينة أخرى من الرجال و طموحات تنتظر من يعانقها و هموم تنموية تحتاج إلى منتخبين أكفاء يساهمون من خلال عملهم التشريعي في محاربة بقع الزيت السوداء التي تلوث مستقبلنا . فليس لنا الحق كمواطنين في أن نخطأ في حق أنفسنا أو في حق الوطن و الأجيال القادمة التي تنتظر منا الكثير . فكلنا معنيون ببناء المغرب , المركب الذي يقلنا جميعا , و لا حق لأحد في التاخراو تعطيل الرحلة . فأمواج التحديات التي تواجه مركبنا لا تحتاج إلى من يقول لنا ما قاله ابن النبي نوح عليه السلام عندما قال له أبوه كما حكى القران الكريم في سورة هود " يا بني اركب معنا " فقال له ابنه " ساوي إلى جبل يعصمني من الماء " فرد عليه النبي نوح" لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم و حال بينهما الموج فكان من المغرقين ", كذلك لا نحتاج من يقول لنا ما قالته بني اسرائل للنبي موسى عليه السلام " فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " سورة المائدة , و نفس الشيء ينطبق على المخلفين من الأعراب عندما قالوا للنبي محمد صلى عليه و سلم " شغلتنا أموالنا و أهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم " سورة التوبة .و الحصيلة انه فلا فرق بين القاعدين و المخلفين عن المساهمة في البناء الديمقراطي و المفسدين لهذا البناء من داخله .
شباب و شابات غريس منتخبوها برجالهم و نسائهم مناضلوها في المجتمع المدني و كل الفاعلين مطالبون اليوم بالوقوف وقفة رجل واحد للتصدي للفساد الانتخابي الذي ينخر مستقبلنا و حقنا في التنمية . مطالبون اليوم لتحسيس المواطنين بان صوتهم الانتخابي لا ثمن له لأنه هو المستقبل , هو الذي به يمكن أن نرفع من مؤشرات التنمية و نحارب البطالة و نبني به المدارس و المستشفيات و نحافظ به على الاستقرار السياسي . صوتك أيها المواطن أداة لبناء الوطن و إعطاء الشرعية للأصلح والكفاءات , صوتك أداة لاختيار من يحسن الدفاع عنك و عن مصالحك فلا تبعه و لا ترهنه و لا تعره و لا تكتريه لأحد . يا شباب و شابات غريس و يا شباب و شابات الوطن , السوق الانتخابية تستعد لفتح أبوابها لعرض البضائع الانتخابية و السياسية , و في كل سوق توجد بضاعة جيدة و أخرى فاسدة . في كل سوق يوجد من يبيع بالأيمان و من يبيع بدونها , في كل سوق توجد عصابة من السراق و النشالين . فاحذر أن تشتري بضاعة فاسدة لان الزمن زمن تزيين البشاعة , احذر أن تتعامل مع الذين يريدون أن يبيعونك بضاعة وهمية , احذر فبطاقتك الانتخابية لا تشبه البطاقات الأخرى . احذر أن تختار مرشحا يبيع السموم المهلوسة للمستقبل فما أكثرهم , احذر أن يخدعك احد باسم المال أو الانتماء القبلي أو حفنة من الدراهم . ففي سوق الانتخابات ينتعش السماسرة الذين يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير كما حكى القران الكريم عن بني إسرائيل . أيها المواطن أيتها المواطنة بطاقتك الانتخابية و صوتك هو تذكرتك للركوب في الحافلة التي تتجه بنا نحو الديمقراطية , فان لم تحضر في وقت السفر لا تقبل منك شكاية لان الحافلة منطلقة بمن حضر من ركابها . فها قد حان وقت السفر, فمن صوت على الفاسدين لا تقبل منه غدا شكاية , من صوت على تجار الانتخابات لا تقبل منه شكاية , من صوت للذين يشتروننا اليوم ليبيعونا غدا لا تقبل منه شكاية . أحسن الاختيار و حكم ضميرك و تذكر مستقبلك و مستقبل أبنائك و أحفادك الذي تحدده اليوم بتصويتك على هذا و ذاك . . لكن قد لا تجد من تصوت عليه و ترتاح إليه و تضع ثقتك فيه , لان الأحزاب تشابهت عليك كما تشابه البقر على بني اسرائل , آنذاك لا تبع صوتك اذهب إلى مكتب التصويت و لا تصوت على احد و بذلك تحس الأحزاب انك تعاقبها سياسيا .