مبارك فجر ارتأت أغلبية المجلس البلدي ، هذه الأيام أن تخفت من بريق مصابيح شارع مولى علي الشريف الذي تزهو جنباته بالأنوار ليلا، بفضل الإنارة العمومية الموجودة به أصلا، و أن تنقص بريقه وأنواره ولو على حساب الساكنة التي لا يحلو لها التجوال و المكوث و الاسترخاء الا بجوانبه وبساحاته الخضراء في فصل الصيف على وجه الخصوص، و «لتنغيص » هذا المقام العام عليهم، وجعله حديث الخاص والعام بالرشيدية ، لتقوم في إطار ما يسمى ب «تأهيل المدينة» باستبدال الأعمدة الكهربائية (الزاهية) بأعمدة أقل جمالا، بل وأقل نورا و بريقا مما ألفته ساكنة الرشيدية منذ أكثر من عقد من الزمان. «ليكون خلاو هدوك الأعمدة لولين كان احسن من هادو لي جداد، هادوك ضاوين احسن بزاف من هادو»، يصرح للجريدة (د.س.) رئيس ودادية سكنية، مضيفا:« كان عليهم يصبغو هادوك لعمدة وي ويليو جداد، بلاما اضيعو لفلوس فهاد لخشب العيان». هذا التحول دفع بالساكنة الى أن تصاب بخيبة أمل من مجلسها، وهم نفس الأعضاء الذين كانوا يعيبون المجلس السابق على تبذير الأموال. هاهم اليوم أكثر تبذيرا ، وأقل اهتماما بجمالية المدينة، هذه المدينة التي خفت نور شارعها الرئيسي الذي يعد في الواجهة، وأصبح مزينا بأعمدة كهربائية «جديدة»، لكن لا تضيء إلا نفسها. ترى ماذا سيكون مآل الأعمدة الكهربائية القديمة التي مازالت في أحسن حال والتي يبلغ عددها أكثر من مائة عمود، في الوقت الذي مازالت شوارع وأحياء وأزقة من دون إنارة كهربائية؟