اشتبك مؤيدو الرئيس المصري حسني مبارك ومعارضوه يوم الخميس قرب ميدان التحرير في وسط القاهرة في تجدد لاعمال العنف التي جرت ليلا وسقط فيها ستة قتلى وأصيب أكثر من 800 . ودفع الجيش المصري الموالين لمبارك بعيدا عن جموع المحتجين المناهضين له بوسط القاهرة يوم الخميس مواصلا جهوده للفصل بين الجانبين المشتبكين في قلب العاصمة المصرية. وردد محتجون في ميدان التحرير حيث انضم بضعة الاف من المحتجين الى مئات خيموا في المنطقة طوال الليل "الله أكبر الجيش والشعب يد واحدة". ورأى شاهد من رويترز دبابة تابعة للجيش توجه برجها صوب الموالين لمبارك الذين كانوا يلقون حجارة على المحتجين من فوق جسر. ثم تقدمت الدبابة بعد ذلك صوب الموالين للرئيس وكان برفقتها مجموعة من الجنود الذين تمكنوا من اخلاء المكان من أنصار مبارك. وذكرت قناة العربية التلفزيونية أنه سمع في وقت لاحق اطلاق نار كثيف تردد في ميدان التحرير يوم الخميس حيث دخلت الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام مبارك يومها العاشر. وقوى الجيش من موقف المحتجين يوم الاثنين بالقول بان مطالبهم مشروعة متعهدا بعدم فتح النار عليهم. لكن منذ مساء الثلاثاء حين رد مبارك على الاحتجاجات بقوله انه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة وقف الجيش بدرجة كبيرة دون ان يتدخل. وفي شمال شرق البلاد بدأ نحو 4000 شخص مسيرة في السويس مطالبين الرئيس المصري بالرحيل بينما شارك في الاسماعيلية نحو 2000 اخرين في مظاهرة مماثلة. وفي القاهرة احتشد المحتجون عند عدد من المداخل المؤدية لميدان التحرير وامسكوا أيدي بعضهم البعض وكونوا سلسلة بشرية وكان البعض يفتش الداخلين الى الميدان. وفي الطريق الواقع خلف السلسلة البشرية كانت هناك أكوام من الحجارة وقال علي قاسم وهو احد المحتجين "نستخدم الحجارة للدفاع عن النفس. بالامس هاجمونا بالقنابل الحارقة وكل ما لدينا لنحمي نفسنا به هي الحجارة." وعلى الرغم من تناقص عدد المحتجين مقارنة بالايام السابقة ظل مستوى الغضب الشعبي غير مسبوق في الدولة البوليسية. وعلى الرغم من اعمال العنف التي حدثت ليلة الخميس مازال ميدان التحرير محور المظاهرات المطالبة بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما تحت سيطرة المحتجين المناهضين للنظام. وشاهد صحفي من رويترز محتجين وهم يتغلبون على شخص يقولون انه رجل امن بملابس مدنية. وأظهرت لقطات تلفزيون وحدات من الجيش في المنطقة تعتقل اناسا بملابس مدنية. وقال بعض المحتجين ان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه الرئيس المصري دفع أموالا للموالين لمبارك. وقال محمد الصمدي وهو طبيب كان يعالج الجرحى في نقطة اسعاف متنقلة "حين جئنا الى هنا فتشنا (الجيش) بحثا عن اسلحة ثم سمح بدخول بلطجية مسلحين هاجمونا. نرفض الرحيل لن نترك مبارك يبقى ثمانية اشهر." وقال وزير الصحة المصري ان ستة قتلوا في اعمال العنف ليلة الخميس وجرح 836 من بينهم 86 مازالوا في المستشفى. بينما قالت العربية دون الكشف عن مصدرها ان عشرة قتلوا وأصيب 1500 . وقال محمد عبد الحميد وهو طبيب "طوال الليل كنا نستقبل عشرات الجرحى كل ربع ساعة...البلطجية المحيطين بنا حاولوا مهاجمة المزيد منا لكننا حمدا لله تمكنا من صد تقدمهم." ويوم الاربعاء هاجم موالون لمبارك يركبون الخيل والجمال المحتجين المناهضين للرئيس. وفتح موالون لمبارك النار والقوا قنابل حارقة. وتحصن المحتجون بميدان التحرير والقوا عليهم الحجارة. وقال متحدث باسم حركة كفاية المعارضة لتلفزيون الجزيرة ان ما حدث يوم الاربعاء جعلهم اكثر تصميما على تنحية مبارك. وقال "لا تفاوض مع اي عضو في نظام مبارك بعد ما حدث امس وما يجري في التحرير." واتهمت مجموعة فودافون للهواتف المحمولة يوم الخميس السلطات المصرية باستخدام شبكتها في بعث رسائل نصية موالية للحكومة لمشتركيها دون توضيح الجهة المرسلة. وقالت فودافون ان السلطات المصرية أصدرت أوامر لشبكات موبينيل واتصالات وفودافون للهواتف المحمولة ببعث رسائل الى المواطنين المصريين وانها تفعل ذلك منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.