أكدت مصادر طبية مقتل مجند بالجيش وإصابة 403 آخرين بجروح جراء الاشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لمبارك ومناهضين له بميدان التحرير وسط القاهرة. وأكد متحدث باسم وزارة الصحة في تصريحات للتليفزيون المصري مساء الأربعاء، بأنه حدثت حالة وفاة واحدة لمجند في القوات المسلحة في الاشتباكات التي وقعت بين متظاهرين مؤيدين لمبارك ومتظاهرين آخرين معارضين. وأشار المتحدث إلى إصابة المئات بجروح مختلفة تم نقلهم إلى العديد من مستشفيات القاهرة لتلقي العلاج مضيفاً أنه تم الدفع ب73 سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة لميدان التحرير لنقل المصابين إلى ثلاثة مستشفيات مجاورة لمنطقة الحدث. هذا واشعلت اشتباكات تستخدم فيها أحصنة وجمال من قبل مؤيدي الرئيس المصري حسني مبارك مع المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة غضب عشرات الألوف ممن يطالبون منذ ثمانية أيام بإسقاط النظام. وتحولت الشوارع المحيطة بالميدان اليوم الأربعاء إلى ساحة حرب تتقاذف فيها الحجارة بين مؤيدي مبارك والمطالبين بإسقاطه وفي مقدمة جموع المؤيدين تستخدم أحصنة وجمال. وشاهد مراسل حصانا في الميدان كتب عليه المحتجون "بلطجية الداخلية" كما شاهد عددا من المهاجمين الذين "أسرهم" المحتجون وجاءوا بهم من أطراف الميدان إلى وسطه لمساءلتهم. وقال شاهد "أسر 3 من الشرطة السرية وجملا و3 أحصنة أخرى.. مبارك يفرفر (يلفظ انفاسه الاخيرة)". وأضاف قائلا "هذا جنون.. بعد أن باعته أميركا" في إشارة إلى قول الرئيس الاميركي مساء أمس الثلاثاء إن الانتقال السلمي للسلطة "ينبغي أن يكون ملموسا وينبغي أن يكون سلميا وينبغي أن يبدأ الآن". وفي حين ظل المحتجون يهتفون "سلمية سلمية" شاهد مراسل دماء تسيل من رأس جريح قذفه مؤيدو مبارك. وعلق شاهد قائلا "كنا نطلب أن يستريح بكرامة.. والآن (بعد الاشتباكات) يجب أن يحاكم.. هو وراء تحريك المهاجمين." وبدا الميدان اليوم أقل تنظيما من الأيام السابقة حيث كان متطوعون يجرون تفتيشا دقيقا قبل الدخول ويتأكدون من الهوية الشخصية للداخلين حتى لا يتسلل " رجال الشرطة" واليوم كان مؤيدو مبارك أمام نقابة المحامين يرفعون لافتات "نعم لمبارك" ويحاولون اقتحام النقابة مرددين "يا برادعي يا جبان.. يا عميل الأميركان". وفي مدخل الميدان كانت مدرعات الجيش تقف وفوقها جنود لا يتدخلون ويحوم حولهم راكبو الجمال والأحصنة وخلفهم مئات من مؤيدي مبارك يقذفون الحجارة على المحتجين في الميدان الذي يمكن دخوله بدون تفتيش. ومع زيادة تقاذف الحجارة في الشوارع المحيطة بالميدان أصر المحتجون على مطالبهم وفي مقدمتها "إسقاط مبارك" الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. وقال مبارك الليلة الماضية إنه لن يرشح نفسه للرئاسة ثانية لكنه سيعمل في المدة الباقية من فترة رئاسته من أجل انتقال سلس للسلطة. لكن المحتجين في الميدان ردوا على الفور بلافتات منها "لازم لازم حسني يغور (يرحل).. قاعدين هنا 9 شهور". وردا على هجوم مؤيدي مبارك على الميدان اليوم هتف المحتجون "صاحب الضربة الجوية.. هو كبير البلطجية". وتعرض متظاهرون مؤيدون لمبارك للمعتصمين المناهضين له بميدان التحرير وإلقاء قنابل المولوتوف عليهم، فضلاً عن تبادل الطرفان قذف الحجارة باتجاه الآخر . وفي سياق متصل وردت أنباء عن مواجهات وأعمال كر وفر في عدة مدن مصرية بين متظاهرين ومهاجمين يحملون أسلحة. وتشهد منطقة ميدان التحرير مواجهات دامية بين المتظاهرين المؤيدين للرئيس مبارك والمناهضين له.